فقدت الساحة البحرية يومه الإثنين18 يناير 2016 السعدية المخفي واحدة من النساء اللائي طبعن تاريخ الصيد البحري بالمغرب كأول امرة تحصل على رخصة الابحار، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض عضال لم ينفع معه دواء.
الراحلة التي وجدت نفسها قسرا في قطاع ظل حكرا على الرجال بعدما استسلم زوجها البحار الى فراش المرض٬ لتبدأ رحلة البحث وراء الأمواج عن لقمة العيش بطرفاية و العيون ٬ من أجل إعالة أسرتها الصغيرة ٬ صانعة بذلك لنفسها إسما كأول ربانة للصيد التقليدي بالمغرب.
ميزة وإن شكلت الإستتناء، فإنها لم ترقى بصاحبتها لتكون محط إهتمام المسؤولين على قطاع الصيد البحري والجمعيات النسائية ومختلف الفاعلين الإقتصادين والإجتماعين، سيما بعدما أجبرها القدر على إستبدال رحلات الصيد بحثا عن ما تجود به الأمواج والشباك، إلى رحلة صراع طويلة مع المرض العضال الذي أجبرها على التنقل بين مدن متباعدة الأطراف للخضوع لحصص علاجية مختلفة.
فقد ظلت المخفي مجبرة عن الإختفاء، ووحيدة تصارع قسوة الزمان، اللهم بعض المبادرات البسيطة من إعلاميين وفاعلين محدودين لم ترقى لتخرجها من حصرتها على تقلب الزمان، الذي أعطاها من الشجاعة ما مكنها من مصارعة اعتى الأمواج قبل أن يديقها مرارة المعاناة وتنكر العارفين من أهل الحنطة .
رحلت المخفي لأن “لكل أجل كتاب” تاركة وراءها قصصا تروى عن عاشقة التحدي التي قدمت نموذجا آخر للمرأة المغربية المكافحة من أجل لقمة العيش .فرحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جنانه وألهم دويها الصبر والسلوان وإن لله وإنا إليه راجعون.