من كثرة الارتباك، قلّما ندري ماذا نفعل من مهارات علاجية بسيطة حيال ضحية قمنا بإنقاذها من الغرق .فالإسعافات الأولية التي علينا أن نتعلمّها جميعا لحاجتها عند الضرورة هي العناية الطبية الفورية التي من خلالها نوصل الغريق إلى أفضل وضع صحّي بطرد المياه من رئته وإفاقته من حالة فقدان الوعي وإنعاشه من خلال إمداده بالأكسجين ومناورة تدليك القلب لإعادة تروية عضلة القلب بالدمّ.
لا تحصل فقط حوادث الغرق لدى من لا يجيدون السباحة إنّما قد تطرأ أيضا لدى السبّاحين أنفسهم .فإذا كنّا من الملمّين في السباحة، إنّ تعلّم أساليب الإنقاذ الخاصّة بالغرق قبل موسم الصيف، لن يُعطّل المسعف عن أداء اندفاعه للنجدة لأنّ الأمر يتعلٌّق بتخليص روح إنسان. وكلّما كنّا بجهوزية عالية ومتدربين كفاية على تمارين الإسعافات الأولية، كلّما أحسنّا ونجحنا في مهمّة إبعاد الموت عن كاهل الغريق.
إنّ الخضوع لدورة في الإسعافات الأولية المتعلّقة بإنقاذ الغرقى، تسمح بإتقان أسلم الطرق لسحب الضحية إلى مكان آمن ولإخراج الماء فورًا من مجرى تنفسه، ولتدليك القلب بالضغط على عظمة الجؤجؤ المسطّحة وسط الصدر. ويمكن أن تبدأ عملية إنعاش الغريق بالأكسجين أثناء محاولة سحب الغريق من الماء وذلك بقلب الضحية على ظهره مع إرجاع رأسه إلى الخلف ونفخ المسعف في فم الغريق.
بعد إخراج الغريق من الماء ووضعه على ظهره، يجب التحقق من أن صدر الضحية يرتفع وينخفض بخروج الهواء من أنفه وأنّ نبض القلب يعمل. من ثمّ توضع الضحية على بطنه من أجل مساعدته في تفريغ الجوف من الماء بشكل كامل.
أمّا لو كانت الضحية لا يتنشّق، يُقلب الغريق على ظهره مع ثني الرأس إلى الوراء حتى تتّجه فتحتي الأنف إلى الأعلى. بعدها، يأخذ المسعف نفس عميق ليُطْبق شفتيه بإحكام حول فمّ الغريق نافخا الأكسجين بلطف. إنّ عملية إعطاء النفس عبر “الفم على الفم”، من الهام أن يُعاد تكرارها كل 5 ثوان من أجل تنشيط القلب والرئة مع تدليك القلب إذا استدعى الأمر ذلك.
عند استعادة الغريق تنفسّه الطبيعي، نقلبه باتجاه المسعف بوضعه بوضعية النوم على الجنْب شرط ألا نتركه وحيدًا بأيّ حال من الأحوال لألاّ يتوقّف تنّفسه فجأة.
جميع هذه الخطوات تصبّ في صالح الغريق إلى حين وصول العناية الطبية المتخصصة، والعمل على نقل الغريق إلى المستشفى. كما أن هذه الإسعافات ليست بالأمر السهل من حيث التطبيق وبالأخص تمارين مناورة تدليك القلب heart massage التي يمكننا أن نتعلّمها أثناء دورة خاصّة.
البحرنيوز: وكالات
