عبر العديد من بحارة الصيد البحري الساحلي صنف السردين بميناء المرسى بالعيون، عن تدمرهم الشديد من استدعائهم لاستئناف العمل في وقت وجيز بعد العيد.
و جاء في تصريح بعض البحارة لجريدة البحرنيوز ، أنهم غير راضيين عن تصرفات بعض الربابنة و لهفتهم، لإستئناف العمل بعد يومين فقط من عيد المولد النبوي الشريف. بحيث أنه تم استدعاؤهم على عجل للحضور إلى مراكبهم المرابطة بميناء المرسى بالعيون يوم الاثنين المنصرم، لاستئناف رحلات الصيد في سواحل المدينة ، و مع دلك و رغم تلبية البحارة لأوامر الحضور ، دام توقف المراكب إلى غاية أول أمس الأربعاء 06 دجنبر 2017 الذي جاء تزامنا مع الاستعدادات لاستقبال لجنة أوربية بميناء المدينة، ستفقد المنشأت الصناعية و أسطول الصيد البحري .
و حسب ذات المصادر المهنية في تعليقها عن الوضع ،فإن البحار يعاني من عدم توفر مدونة البحارة التي تحدد بشكل دقيق المسؤوليات ، و تساهم في إرساء قواعد العلاقة المهنية المتينة ، وتضمن حقوق البحارة و تقيدهم بالواجبات كذلك . كما تضع حدا للفوضى و العشوائية في المعاملات، بحكم أن العلاقة المهنية الجيدة و الفعالة و المبنية على الأسس، توفر مهنيين جيدين، وتخلق دافعا قويا للتغيير، و جو من المشاركة و التبادلية ، كون البحار قوة اقتراحية بامتياز ، و موسوعة من التجربة من الواجب صقلها و تثمينها .
و يرى البحارة أن إبداء الاهتمام باحتياجاتهم ، والالتزام بالمعايير الاجتماعية الخاصة بهم ، مع معاملتهم كمهنيين لهم ذاتيتهم و خصوصيتهم ، فضلا عن الاقتناع بدورهم الأساسي على ظهر المراكب ، كلها عوامل تبقى ضرورية لتكريس مبادئ الخدمات الاجتماعية الأساسية للبحارة ، و ضمان حقوقهم و مكتسباتهم .
و جاء في تصريح محمد أفراون بحار على ظهر أحد مراكب صيد السردين ، أنهم لم ينعموا بعد بقسط من الراحة، بعد البياخي الطويل الذي أسدل الستار عليه مع مناسبة عيد المولد النبوي الشريف. كما أنهم لم يمكثوا مع أسرهم أوقاتا كافية ، و لم يتمكنوا من تنفيذ بعض مخططاتهم وقضاء أغراضهم الشخصية والعائلية ، حتى تم استدعاؤهم على عجل للالتحاق بمراكبهم بمدينة العيون ، علما أن أغلبية البحارة منحدرين من مناطق بعيدة، إذ يلزمهم الكثير من الوقت ليصلوا إلى الموانئ التي ينشطون بها، مسجلا أن تكاليف السفر تتعدى 400 درهم ، دون إغفال المصاريف اليومية .
وقال أفراون أن سبعة مراكب فقط من أصل 160 مراكبا ، هي التي استأنفت نشاط رحلاتها، لكن دون فائدة تذكر ، “جابونا نعسوا في البالكو” يقول البحار. و هي ظاهرة غريبة يقوم بها بعض الربابنة ، من أجل ضمان الطاقم في أي وقت أراد فيه الربان الخروج إلى الصيد، دون الاكتراث إلى ظروف البحارة الاجتماعية و العائلية .
و للإشارة فإن استئناف سبعة مراكب للصيد الساحلي صنف السردين بسواحل مدينة المرسى بالعيون ليلة الخميس الماضي، لم تكن مجدية ، بحيث عادت خائبة إلى الميناء بسبب سوء الأحوال الجوية ، و عدم مصادفة علامة ( الرشم ) أثناء رحلة الصيد و البحث عن الأسماك ، سيما أن ( المنزلة ساردة ) حسب تعبير البحارة. و هي عبارة يقصد بها أن حالة القر الشديد، هي السائدة في مثل هذا الفصل ، بحيث أن أسماك السردين تكون متوفرة في ظروف درجات حرارة متوسطة، ما بين 14 و 18 درجة ، كما أن الفترة تعرف أيضا نفور البحارة من الاستمرار في العمل على ظهر مراكب صيد السردين .