أبان مهنيو الصيد الساحلي صنف السردين بميناء المهدية ، عن تدمرهم الشديد من الاكتضاض الذي يعرفه ميناء المدينة، و الناتج عن نزوح عشرات المراكب لسواحل المنطقة بحثا عن صيد ثمين، ما خلف حالة من الفوضى والعشوائية داخل المعلمة التجارية والاقتصادية للمدينة.
و حسب مصادر مهنية مطلعة من ميناء المهدية، فظاهرة الاكتضاض لا تسمح لمهني الصيد الساحلي بتفريغ مصطاداتهم السمكية بشكل عملي و مهني ، في ظل نزوح عشرات المراكب الوافدة من موانئ مختلفة ” الحسيمة ، طنجة ، العرائش …”، سيما أن سواحل المنطقة أضحت تعرف نوعا من الانتعاش في الأسماك السطحية الصغيرة. ما جعل منها وجهة مفضلة لقرابة 80 مركبا للصيد، أصبحت تزاحم مراكب المنطقة .
ويطالب مهنيو الصيد الجهات المسؤولة، بالتدخل العاجل و الفوري، لإيجاد حلول لمنطقة رسو مراكب الصيد الساحلي، لتجنب وقوع حوادث تصادم بين مراكب الصيد الساحلي. خصوصا تسجل المصادر، أن المنطقة المذكورة لا تستطيع إستيعاب الكم الهائل من مراكب الصيد ، نظرا لمحدودية رصيفها وضيق المساحة، سيما في ظل الأشغال التي تقوم بها الوكالة الوطنية للموانئ بالمكان المخصص لقطاع الصيد التقليدي منذ مدة من الزمن. وهي عوامل ساعدت على بروز ظاهرة الاكتضاض حسب المصادر .
وكشف لهندة بن عيسى رئيس جمعية ارباب الصيد الساحلي بالمهدية، في إفادته لموقع البحرنيوز، إن مراكب الصيد الساحلي صنف السردين، تنتظر لفترات طويلة، قبل تمكنها من الرسو برصيف ميناء المهدية لإفراغ مصطاداتها السمكية بشكل منظم ، باعتبار نشاط اغلب مراكب الصيد الساحلي بالمنطقة تدخل في إطار ( سرح و روح )، بحيث تعود للميناء يوميا بهدف تفريغ مصطاداتها.
وأوضح الفاعل الجمعوي في ذات التصريح، أن عملية تفريغ المنتوجات البحرية تتم عبر تمرير المصطادات السمكية بشكل متناوب على ظهر ثلاث مراكب أو أكثر، وصولا لمنطقة التفريغ بالميناء. هذا الآخير الذي يتوفر على عشرة “مرابط” لمراكب الصيد فقط، بحيث يمكن لها استيعاب 54 مركبا للصيد الساحلي المسجلة بالمنطقة ذةت غيرها يشير لهندة .
وفي موضوع متصل أوضحت مصادر عليمة من داخل مندوبية الصيد البحري في تصريح هاتفي بالبحرنيوز، أن مندوبية الصيد البحري بالمنطقة قامت بعقد لقاء مع مهني الصيد الساحلي ، بغية إيجاد حلول تناسب الظرفية الحالية . وذلك من خلال إيجاد صيغة مهنية تساهم في تسريع عملية تفريغ المنتوج السمكي بين مهنيي الصيد الساحلي ، بهدف التخفيف من الأجواء المكهربة وإحتواء المشاحنات و المزايدات، و تلافي تصعيد الخلافات بين مهني الصيد بالمنطقة و زملائهم الوافدين على الميناء في هده الفترة، باعتبارهم ضيوف سرعان ما سيعودون إلى موانئهم.
وكانت مصادر مهنية قد أشارت في وقت سابق، أن من بين الإشكالات المطروحة بشدة داخل الميناء، هي خروج و دخول المراكب من و إلى الميناء والتي تتم بشكل فوضوي، إضافة إلى عدم احترام مراكب صيد السردين لتوقيت خروج المراكب المتفق عليه، ودون احترام الأسبقية، لعدم توفر أرصفة زائدة تكفي من أجل الرسو.