لم يكن إشراك المملكة المغربية فرقاطة ” طارق بن زياد ” في المناورات العسكرية الضخمة التي جرت أطوارها بالجنوب المغربي للبلاد، بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية محض الصدفة، أو بشكل اعتباطي.
ويرى المراقبون أن الرباط في فلسفتها الجديدة ألحت على تنبيه وتذكير إسبانيا من خلال المناورات الضخمة الأسد الإفريقي، التي جمعتها مع عدد كبير من الدول، تتقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية، في توجه حديث لبعث رسائل مشفرة لمن يهمه الأمر، على أن المغرب اليوم، ليس هو مغرب الأمس. بل أنه استعاد قوته التاريخية ويلح على لعب الأدوار الطلائعية بالمنطقة.
وتأتي المناورات الأخيرة التي سجلتها الأراضي المغربية بالجنوب في إطار تنزيل اتفاق التعاون العسكري الموقع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، والذي يمتد لعشر سنوات. حيث أن استعمال فرقاطة “طارق بن زياد” في المناورات الأخيرة، كان عن قصد، لتذكير الإسبان بالكابوس التاريخي، الذي يزعجهم من خلال الإسم الذي تحمله الفرقاطة “طارق بن زياد”.
وتعد هذه الفرقاطة أيقونة بإعتبارها من طراز”سيغما”، بطول يصل إلى 105 أمتار، وعرض متمثل في 13 مترا. وتصل حمولتها إلى 2600 طن. وتصل سرعة الفرقاطة، التي تقل طاقما يضم 110 شخصا، إلى 26 عقدة بحرية. كما يمكنها قطع مسافة 4000 عقدة بسرعة 18 عقدة في الساعة، وذلك بفضل توفرها على محركين يعملان بالديزل.
وقد تم تجهيز الفرقاطة الجديدة بأربعة صواريخ مضادة للبواخر، ونظام للدفاع أرض-جو (للمدى القصير) وقاذفتين للصواريخ. كما تتمتع الفرقاطة ” طارق بن زياد ” التي تم تشييدها بالأوراش البحرية لشركة “دامان شيلده نافان شيبويلدينغ” الهولندية، بقدرتها على العمل في أسوأ الظروف المناخية، وكذا القيام بواجبات دفاعية ضد أهداف أرضية وجوية وبحرية، ومهام متعددة.
وبتجميع مجموعة من المعطيات وربطها بالمناورات الضخمة التي إحتضنتها أراضي وسواحل المغرب، والتي استخدمت فيها ترسانة مهمة من القطع البحرية المتطورة، والطائرات الحربية ذات الصيحات الأخيرة في التكنولوجيا، تعزز أولا الإعلان الأمريكي للرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، بل تؤكد بالملموس التوجه الاستراتيجي الأمريكي، والاعتماد استراتيجيا على المغرب، كواحد من الدواعي الإيجابية للبيت الأبيض، كون المملكة الشريفة أصبحت من ضمن نادي القوى الخمسين الصاعدة حسب التقارير الدولية.
وقد قطعت العلاقات الديبلوماسية بين الرباط ومدريد، على إثر استقبال إسبانيا على أراضيها رئيس الكيان الوهمي المزعوم، وازدواجية المواقف للحكومة الاسبانية، ما حدى بالمغرب إلى وضع حد لاستهتار الإسبانيين، والاستهانة بالسيادة المغربية على أراضيه الجنوبية. حيث و في أول إجراء ردعي وجريء تم استثناء الموانئ الإسبانية من عملية مرحبا، التي كانت تعول عليها إسبانيا للتعويض عن أزمة كورونا، بخلق الحركة التجارية والاقتصادية، بمرور مغاربة المهجر عبر أراضيها في رحلة العودة من الديار الأوربية إلى أرض المملكة.