وقع أمس الإثنين 30 شتنبر 2024 حادث إصطدام وصف بالعرضي بين مركبين لصيد السمك الصناعي قبالة مياه الواليدية، حيث تسبب الحادث بعض الخسائر المادية التي لحقت بأحد المركبين، فيما أثارت الواقعة نقاشا قويا بخصوص ضوابط الأسبقية بين المراكب إنسجاما مع الإشارات الضوئة للقطع البحرية.
ووقع الحادث صبيحة أمس قبالة ساحل الواليدية، وقد عزت المصادر الحاداث إلى إنتشار الضباب بشكل كثيف ما يؤثر على زاوية الرؤيا، حيث كان المركب المسمى “المعراج” وفق تصريحات متطابقة ، في طريقه إلى ميناء الجديدة، قبل أن يباغته مركب المسمى “الفين” وهو يسير في نفس المكان دون احترام أسبقية الإتجاه (بابور) الضوء الأحمر على يسار المركب. وهي الإشارة التي تعطي الأسبقية لمركب “المعراج” لكنه فوجئ بمركب الفين أمامه مسرعاً. وهي الوقائع التي يبقى تأكيدها مرتبط بالتحقياقات التي عادة ما تفتحها الجهات المختصة بناء على التقريرين الذين يقدمها ربانا المركبين اللذين إلتحقا بميناء آسفي.
ووفق ذاات الإفادت فقد تعرض أحد المركب لأضرار فيما لم يخلف الحادث أي إصابات في صفوف البحارة. هذا في وقت أكدت المصادر أن هذه الحوادث يتم إحتواءها بشكل سريع، في سياق التفاهمات التي تتم بين الفاعلين المهنيين، تحت إشراف مصالح مندوبية الصيد ، خصوصا وان المراكب هي تتوفر على خدمات التأمين التي تغطي مثل هذه الحوادث ، فيما يبقى الإشكال في العطالة التي تتعرض لها الأطقم البحرية نتيجة التوقف الإضطراري الناجم عن الأضرار.
إلى ذلك دعت المصادر الأطقم البحرية إلى ضرورة التحلي اليقظة والحضور الدهني في الرحلات البحرية لتلافي وقوع حوادث مماثلة ، والتي قد تكون كلفتها غالية على مستوى العنصر البشري. حيث أصبح من المفروض تجنب هذه الحوادث في ظل الإمكانيات التقنية الكبيرة التي أصبحت تتوفر عليها المراكب. إذ أكد أحد الربابنة المتمرسين، انه وفي ظل التكنلوجيا المتطورة للمعدات الإلكترونية المعتمدة، في الملاحة البحرية، فقد أضحى القسط الوافر من المسؤولية يحمل للأخطاء البشرية. وهذا بشهادة المنظمة الدولية للسلامة البحرية .
ولتفادي أو لتخفيض نسبة وقوع هذه الإصطدامات، التي قد تكون لها تبعات خطيرة لاقدر الله يقول الربان العرف بخبايا “الباسريل” وسلوكيات العنصر البشري على ظهر المركب، فيجب على ربابنة الصيد التقيد بمجموعة من الإحتياطات الإحترازية الدقيقة، من قبيل الإلتزام ومراقبة الأضواء القانونية المتعارف عليها دوليا ( les feux de navigation )، والإستعمال الأمثل لجهاز الراديو اللاسلكي “VHF”. فيما تبقى القناة ( canal (16 حاسمة في هذا الشأن.
كما شدد على التحلي باليقظة والحراسة الدقيقة ( la veille ) بالإعتماد على العين المجردة أساسا، وأجهزة الردار التي بإمكانها التحذير (Alarme )، ما إذا كانت هناك قطعة بحرية قادمة في اتجاه المركب المعني. كما أن هذه الحراسة يجب أن تشمل قمرة القيادة (la passerelle) كما السطح (le pont). وبالنسبة لمراكب الصيد التي تضطر الى توقيف محركاتها أثناء الليل، لطبيعة عملها، فيجب أن تكون على أهبة الإستعداد، لتشغيل محركاتها في حالة ما إن كان هناك خطر يداهمها. وهذا لن يتأتى إلا في الحيز الزمني المعقول والمقبول، الذي لن يترتب إلا عن حراسة صحيحة (parfaite veuille ).