أنقذ إطار تربوي تابع لمعهد الصيد البحري بالحسيمة أمس الثلاثاء 16 مارس 2021، سلحفاة سوداء من النوع النادر، بعد أن لفظها البحر بالشاطئ البحري لكالبونيطا التابع للدائرة البحرية بالحسيمة، من الموت المحقق، بعد أن ظلت تقاوم حبلا ملفوفا على إحدى أرجلها .
محمد كزنين الأستاذ بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالحسيمة والباحث في سلك الدكتوراه تخصص حماية النوع البيولوجي البحري بكلية العلوم بتطوان يروي تفاصيل القصة قائلا؛ “تلقيت اتصالا هاتفيا من طرف يوسف العثماني طالب بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري في حوالي السابعة مساءا، يؤكد وجود سلحفاة بالشاطئ البحري، لأتوجه بعدها لعين المكان قصد إمداد يد العون والمساعدة لهذا المكون البحري، الذي يضمن التوازن البحري بالسواحل البحرية”.
وأضاف كزنين “تفاجئت بوجود سلحفاة منهكة و مصابة في رجلها الأمامية؛ بفعل حبل يخص أسطول الصيد التقليدي، حيث قام الحبل ببثر السنتمترات من رجلها الأمامية، قبل القيام بفك الحبل من باقي الرجل التي يتجاوز طولها 30 سنتمترا، و استغرقت مدة أراجعها للسواحل البحرية حسب تأكيد محمد كزنين الذي هو في ذات الآن، فاعلا جمعويا في جمعية أصدقاء البحر الحسيمة، قرابة ثلاث ساعات إلى أن استرجعت السلحفاة بعضا من قواها المنهكة بسبب صراعها من أجل البقاء على قيد الحياة.
ودعا الفاعل الجمعوي في ذات الصدد، البحارة العاملين بجميع الأساطيل البحرية بجميع تخصصاتهم المهنية البحرية ، من اتخاذ كافة الإحتياطات البيئية والتحلي بروح المسؤولية وعدم تسيب المواد الصناعية و الغذائية و آليات الصيد لتفاذي الصيد الشبحي في السواحل البحرية، لما له من مخاطر حقيقة على المنظومة البحرية البيئية. وكذا بهدف إيقاف نزيف التلوث البحري و إصابة الأحياء البحرية جراء مخلفات الأزبال كانت أو المواد المصنعة ، لاسيما أن تواجد هذا النوع من الأحياء البحرية، يقوم بخلق توازن بحري و بيئي من خلال قضائه المستمر على القناديل السامة.
وشار محمد كزنين أن السلحفاة السوداء المصابة، تعد من السلاحف المشرفة على الإنقراض بالسواحل البحرية الوطنية و الدولية، و التي يتجاوز طولها المترين، في حين يتعدى عرضها تسعون سنتمتر . فيما يقارب وزنها 150 كيلوغراما. يبقى عملها تطهير السواحل البحرية، من القناديل السامة المنتشرة بواسطة التغذية عليها. واعتبر كزنين أن أي مكون من المكونات البحرية، يدخل في خانة خلق توازن بيئي و يساهم في إغناء التنوع البيولوجي للأحياء البحرية و استمراريتها مستقبلا.