أطلقت الأمم المتحدة واليونسكو أمس الأربعاء عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات (2021-2030) من أجل التنمية المستدامة، لدعم الجهود المبذولة في عكس دورة التدهور في صحة المحيطات.
وفي كلمته خلال الحدث الافتراضي بعنوان “محيط جديد شجاع”، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن استعادة قدرة المحيطات على احتضان البشرية وتنظيم المناخ تمثّل تحدّيًا حاسمًا. مؤكدا أن جائحة كـوفيد-19 “أظهرت هشاشة وضعف مجتمعاتنا. ومن أجل تعافٍ أقوى ولتحقيق أهـداف التنمية المستدامة، يجب أن نتوقف عن التسبب في تدهور البيئة التي نعتمد عليها”.
والتئم في هذا الحدث رفيع المستوى « A Brave New Ocean » (محيط جديد شجاع) الذي نظمته لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، قادة دوليين وعلماء وزعماء وكالات الأمم المتحدة وشخصيات رياضية لمناقشة التحديات الهائلة والفرص التي يوفرها المحيط لتحقيق إمكانات أهداف التنمية المستدامة والدور الذي يمكن أن يضطلع به عقد المحيط لرفع هذه التحديات!
وتميز هذا الحدث الدولي الذي افتتحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ، والمديرة العامة لليونسكو ، أودري أزولاي ، والأمير ألبرت الثاني أمير موناكو ، ورئيس كينيا أوهورو كينياتا ، ورئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ ، واختتمه رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بإطلاق “تحالف العقد لعلوم المحيطات” ، وهو شبكة لشركاء بارزين لعقد المحيطات الذين أكدوا التزاماتهم تجاه المحيط خلال العقد القادم.
ويعتبر تحالف العقد آلية لتعبئة الموارد ترتكز على الالتزامات الوازنة التي تعهدت بها حكومات، هيئات الأمم المتحدة وأعضاء القطاع الخاص ومؤسسات والداعمون الآخرون للعقد. هذا التحالف ليس مجموعة من المؤسسات ، ولكنه قادة سياسيون وبيئيون ، تمت دعوة فقط عدد محدود منهم للانضمام إلى عضويته. حيث سيكون لهم دور استشاري وسيشاركون في حوار استراتيجي في إطار اللجنة الاستشارية للعقد، بهدف توحيد وانخراط وتعبئة الدعم المالي ، وتحديد شركاء جدد على المستويين الإقليمي والوطني لا محيد عنهم لنجاح العقد.
ويمثل عقد المحيطات ، الذي بدأ في 1 يناير 2021 ، مبادرة عالمية تهدف إلى تعميق معرفتنا العلمية بالبحار وحماية صحة المحيطات. كما يتمثل هدفه في دعم خلق المعرفة الضرورية من أجل حماية التنوع البيولوجي والدور المركزي للمحيطات في الانتقال نحو الاستخدام المستدام والعادل لمواردها.
وبفضل تعاون دولي أكثر قوة، سيعزز عقد المحيط البحث العلمي والتكنولوجيات المبتكرة لضمان استجابة العلم لحاجيات المجتمع، بهدف إجراء تحسينات كبيرة بحلول عام 2030: محيط نظيف حيث يتم تحديد مصادر التلوث والقضاء عليها ، ومحيط سليم حيث يتم رسم خرائط النظم الإيكولوجية البحرية وحمايتها ، ومحيط يمكن التنبؤ حيث يتمتع المجتمع بالقدرة على فهم ظروف المحيط الحالية والمستقبلية ، ومحيط آمن حيث يتم حماية الناس من المخاطر ومحيط مستدام يضمن الإمدادات الغذائية ، ومحيط يمكن الوصول إليه مع ولوج مفتوح للبيانات والمعلومات والتكنولوجيا ، ومحيط ملهم وجذاب يفهمه المجتمع ويقيمه.