جددت مندوبية الصيد البحري بالعرائش، يوم الإثنين 15 شتنبر الجاري، قرار إغلاق ثلاث مجالات بحرية أمام مراكب وسفن الصيد النشيطة في استهداف أسماك الميرلا والأربيان بالسواحل الشمالية. ويمتد هذا الإغلاق لشهر ونصف، إلى غاية 31 أكتوبر المقبل، في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على المصيدتين ومنح هذين الصنفين البحريين فترة راحة بيولوجية لاستعادة توازنهما الطبيعي.
ويأتي هذا القرار الموسمي تنفيذاً لمقتضيات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، استناداً إلى القرارين الوزاريين رقم 1494.17 و1495.17 الصادرين بتاريخ 15 يونيو 2017، واللذين غيّرا وكمّلا القرارين السابقين رقم 4198.14 و4195.14 المؤرخين في 25 نونبر 2014، والمتعلقين بتنظيم صيد بعض أصناف الأربيان والميرلا. وينص القراران على إغلاق ثلاثة نطاقات بحرية محددة، خلال الفترة الممتدة من منتصف شتنبر إلى نهاية أكتوبر من كل سنة، حماية للمصايد وضماناً لاستدامتها.
ولا يقتصر القرار على منع الولوج إلى المجالات البحرية الثلاثة فقط، بل يشمل أيضاً مجموعة من التدابير المصاحبة الرامية إلى ترشيد المجهودات داخل باقي مناطق الصيد المفتوحة. ومن أبرز هذه التدابير إلزام لمراكب باستعمال شبكة صيد ذات عمق لا يقل قياس أصغر عين من عيونها ــ عند مستوى جيب الشبكة وهي ممددة ومبللة ــ عن 50 ميليمتراً، وذلك بغية الحد من استنزاف الأحجام الصغيرة وضمان إعادة إنتاج المخزون.
في المقابل، يُمنع بشكل صارم استعمال شبكات العمق داخل المجالات البحرية الثلاثة المغلقة، كما هو منصوص عليه في الجدول التنظيمي المرفق بالقرارين المنظمين. ويأتي هذا التشديد في سياق الحرص على الموازنة بين متطلبات الاستغلال الاقتصادي للثروة البحرية والحفاظ على ديمومتها، في انسجام مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تحقيق صيد مسؤول ومستدام.