عبرت التمثيليات المهنية للصيد التقليدي بالتروكت إقليم الدريوش، عن تدمرها حيال ما وصفته في تصريحات متطابقة، بالإقصاء و التهميش الذي يطال المنطقة و الذي ينعكس سلبا على مهنيي الصيد التقليدي بشكل كبير .
و جاء في تصريح محمد أحمو رئيس جمعية أرباب الصيد البحري التقليدي الرابطة الساحل اتروكت الدريوش لجريدة البحرنيوز ، أن مطالب مهنيي المنطقة التي تندرج ضمن الأولويات القصوى، هي ضرورة إنشاء نقطة تفريغ مجهزة لتفادي الوضع الراهن ، بحيث أن حوالي 120 قاربا تقليديا التي تنشط بسواحل التروكت ، تلجأ إلى نقاط متفرقة على طول الساحل.
يحدث هذا يؤكد محمد أحمو ، بسبب غياب نقطة صيد توحد مركز الانطلاق في رحلات بحرية و العودة إليها . حيث سجل المصدر المهني أنه وبالرغم من إدراج نقطة التفريغ ضمن جدول أعمال المجلس القروي للتروكت في عدة مناسبات ، إلا أنه و لغاية كتابة هده السطور بقي الوضع على ما هو عليه، رغم المطالب و المراسلات التي وجهت إلى الجهات المسؤولة .
ومن المشاكل التي أصبحت مطروحة بشدة يقول محمد أحمو نظرا للوضع المذكور، تبرز الإشكالية الناجمة عن إعتماد 3 طن في الطاقة الاستيعابية لقوارب الصيد، حيث أصبح كل من قام بتغيير قاربه مضطرا للمغادرة إلى ميناء الحسيمة ، كون الحجم الكبير و ثقل القارب يصعب على البحارة إخراجه إلى البر.
و لم يستثنى محمد أحمو إشكالية تسويق منتجات الصيد البحري ، بحيث يضطر أرباب القوارب إلى تمكين بعض التجار من وكالة لنقل حجم المصطادات السمكية إلى الحسيمة، و التصريح قبل البيع . و هي عملية عسيرة و يكتسيها نوع من الغموض. كما تسمح بالتلاعب بالكميات المصطادة المتأتية من صيد غير قانوني وغير منظم وغير مصرح به ، و تمريرها للبيع قانونا من بين الكميات القانونية.
ويقترح المصدر المهني، اعتماد كوطا فردية لكل قارب قانوني ، للحد نسبيا من التلاعب وعمليات التهريب. كما أن استفحال ظاهرة اعتماد بعض القوارب السياحية، و استغلالها في الصيد، يحد من قيمة المنتجات البحرية للقوارب القانونية .
وتابع رئيس جمعية الرابطة الساحل التروكت الدريوش للصيد التقليدي، أن الأمور أصبحت جد معقدة في ظل الإشكالات الراهنة ، بحيث أنه من الصعب جدا الحصول على اليد العاملة المتمثلة في البحارة ، بسبب هجرتهم إلى العمل بميناء الحسيمة، حيث الظروف أحسن . كما أن الافتقاد إلى الخدمات الإدارية محليا، من قبل تسجيل البحارة في سجلات القوارب ، و كدا التصريح بحجم المصطادات السمكية ، و ضرورة الانتقال إلى الحسيمة يزيد من معانات مهنيي المنطقة.
وينتظر مهنيو منطقة التروكت بالدريوش، إلتفاتة الجهات الوصية، بإحداث نقطة صيد تجمع القوارب التي تنشط في المنطقة ، في أفق تحقيق انتعاشة اقتصادية في المنطقة ، و خلق حركة حيوية و تجارية ، و تحقيق محور تثمين المصطادات السمكية ، و توفير الخدمات الإدارية ، و الحراسة و الأمن للحد من السرقات التي تطال قوارب الصيد التقليدي بالمنطقة .