عاد سمك النيكرو إلى واجهة النقاش بالمنطقة المتوسطية خصوصا بميناء الحسيمة، حيث تعالت الأصوات في الأوساط المهنية بضرورة إيجاد حل نهائي وناجع لمشكل الدلفين الأسود، الذي تكاثر بسواحل المنطقة، بشكل يهدد مصالح مهني الصيد. هؤلاء الذين أصبحوا يلوحون بمغادرة المدينة، في إتجاه سواحل أكثر أمانا بالمنطقة المتوسطية والشمالية.
وناشد جمعية تجار السمك للتنمية و التضامن بالحسيمة السلطات الإقليمية و وزارة الفلاحة و الصيد البحري، التدخل من أجل ايجاد حلول استباقية لنزيف هجرة مراكب الصيد نحو موانئ أخرى، بسبب عدم قدرتها على مواجهة الخسائر الكبيرة المحدثة من قبل الهجومات المستمرة لسمك النيكرو.
وكشفت مصادر مهنية بالحسيمة، أنه بعد أن عرفت المنطقة نوعا من الإستقرار في الموسمين الماضيين، بدأ أسطول الصيد بالمدينة، ينزح من جديد في إتجاه سواحل مجاورة، إذا لا يقوى المهنيون على مجابهة أسماك النيكرو، التي تلحق أضرارا كبيرة بمعدات صيدهم. حيث ينبأ واقع الخال بتنامي مخاوف مهنيي الصيد، خصوصا بعد فشل المجهودات المبذولة في الحد من معاناة المهنيين، فيما يبرز البعض أن الحلول المقدمة مؤخرا والمتمثلة في دعم المهنيين نظير ما يتعرضون له من هجمات تستهدف معدات صيدهم وكدا محصول شباكهم، هي مجرد مسكنات وحلول ظرفية ومؤقتة، لا ترقى لمعالجة المشكل وإستئصاله، وكان الأمر يتعلق بهدنة من طرف واحد مع أسماك النيكرو التي أصبحت تتسيد البحر الأبيض المتوسط.
يحدث هذا تؤكد المصادر، بعد أن انقضت المدة التي كانت محددة لدعم المهنين المتضررين من النيكرو، و الذي تلقى بموجبه مهنيو الصيد بالموانئ المتضررة، 160 ألف درهم لكل مركب صيد، مقسمة على موسمين 2017 _2018. وهو الدعم الذي كان له الأثر الإيجابي في إستقرار المهنيين بالمنطقة، باعتبار الاستقرار شكل أحد المطالب الأساسية في تحصيل الدعم، مما ساهم في مراكمة رحلات الصيد والمغامرة بالمعدات. وهو الأمر الذي انتعشت معه الحركة الإقتصادية المرتبطة بالصيد على مستوى المنطقة بشكل لافت.
إلى ذلك أكدت مصادر عليمة أن الشباك السينية، التي تم تجريبها بسواحل الحسيمة والمضيق قد أعطت إشارات إيجابية بخصوص مجابهة هجمات النيكرو، وصمودها أمام التحديات التي تعرفها سواحل المنطقة المتوسطية، مع تسجيل بعض الملاحظات بخصوص وزنها الثقيل، الذي لن تتحمله المراكب الصغيرة.
وفي موضوع متصل يطرح تمويل هذه الشباك الكثير من علامات الاستفهام ، حيث يراهن مهنيو المنطقة على تمديد الدعم الذي تمت مراكمته في السنتين الأخيرتين، بميكانيزمات جديدة لسنتين إضافيتين، لمساعدة المهنيين على تدبر المرحلة، وإصلاح مراكبهم لجعلها أكثر قدرة على استعمال الشباك الجديدة، التي تحتاج لتمويل إستثنائي نظير ثمنها الباهظ.
ويلح مهنيو الصيد بالمنطقة الشرقية، على ضرورة التعجيل بتنزيل حلول جدرية كإندار المنظمة الدولية للمحافظة على الدلافين الكبيرة او ما يسمى بالنيكرو، بضرورة التحرك لمعالجة الوضع. ومعها التوجه نحو إستصدار قرار دولي شجاع، بالنقص من العدد المتواجد الذي أصبح يهدد مصيدة الأسماك السطحية بطريقة خطيرة، متخوف منها، ويتزايد بشكل يخل بالتوازن الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يهدد مبدأ الإستدامة بالمنطقة.