إنحسار المطر وهروب السمك .. الوزير البواري يثير النقاش !

0
Jorgesys Html test

إجتاحت مقولةأحمد البواري وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات مواقع التواصل الإجتماعي في الساعات الماضية، بعد تفاعل الوزير الخبير في المياه  مع سؤال لإحدى النائبات البرلمانيات، بالتأكيد على أن السمك يتأثر بالجفاف فعند إنحسار المطر يهرب السمك.

وقال الوزير “بالفعل حتى السمك يتأثر من الجفاف، إذا لم يسقط المطر فحتى السمك يهرب، المطر عندما يسقط في البحر فهو جيد للسمك أيضا ”. حيث أثار هذا الرد موجة من ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض على مواقع التواصل الإجتماعي مند يوم أمس الإثنين . خصوصا وأن البحر مجال متمدد،  ومعه فمياه المطر العدبة قد إمتزجت  بمياه البحر المالحة ، في مناطق متعددة بالمحيط كما بالمتوسط. غير أن واقع الحال يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحياة البحرية قد تأثرت بشكل قوي بالتغيرات المناخية في السنوات الآخيرة، لاسيما إرتفاع درجات الحرارة .

وتعيش المصايد المغربية على وقع تراجع رهيب ، خصوصا على مستوى الأسماك السطحية الصغيرة ، إذ تفيد مجموعة من المؤشرات أو الأرقام الرسمية ، أن هذه المصيدة سجلت تراجعا في المؤشرات البيولوجية الرئيسية بنسبة 10% في المفرغات وطنيا و30% على مستوى السردين تحديدًا خلال عام 2024، مقابل ارتفاع ملحوظ في صيد الأنشوبا والماكرو بسبب ظروف مناخية ملائمة. فيما تبرز المعطيات أن الأمر يتعلق بالتغيرات المناخية من جهة والسلوك الإنساني من جهة ثانية. إذ تشير مجموعة من المؤشرات، أن مجموعة من الأصناف البحرية تراجعت بشكل رهيب في السنوات الآخيرة، تزامنا مع الجفاف وقلة التساقطات المطرية وتراجع جريان الأودية ، فيما تختلف الأراء بخصوص تأثير المطر على المصايد وتطور الكتلة الحية بالمصايد بإختلاف زوايا النظر والمعالجة والتخصص. 

وهنا نرجع لمقال سابق كنا قد نشرناه في الموضوع قبل سنوات ، حيث يؤكد المهتمون أن مياه الأمطار تحتوي على مغذيات حيوية، وعند تبخر مياه المحيطات بما فيها من أجسام، تُكون مادة الكبريت التي تعتبر ضروريةً لتكوين الأحماض الأمينية النباتية، كما أنّ نسبة مادة النيتروجين عالية في مياه الأمطار. وتعتبر مكونا أساسياً لمادة الكلوروفيل، وعندما يحدث الرعد في السماء فإن ذلك يتسبب في دمج مادة النيتروجين الموجودة في الغلاف الجوي مع مادة الهيدروجين.

 وحسب مصادر مهنية عليمة  فالصيد  يقل بشكل كبير خلال الأحوال الجوية السيئة، لتنبؤ السمك بهطول الأمطار والعواصف ، في المقابل بعد توقف المطر مباشرة يكون الصيد قمة في الحماس ويكثر بشكل عام بعد هطول الأمطار. ويرجع ذلك حسب نفس المصادر لعدة اسباب، أهمها تساقط العوالق من كائنات حية  وحشرات وفطريات الى البحر، سواء يشكل مباشر او عن طريق الأودية. ما يجعل الأسماك تتغذى عليها، وبالتالي جل الأماكن التي يصب فيها السيل تكون مع الوقت قمة في الحيوية ووفرة الصيد “مثل ماينفع الأرض ينفع البحر” كما جاء على لسان احد البحارة .

وتحدث هذه العملية حسب نفس المصادر، حين تقوم السيول بإذابة الأملاح وسحبها مع الأوحال والطين إلى البحر. ما  يفسر أن مياه الامطار قد تغني غذاء الكائنات البحرية. لذلك تتميز مصبات السيول، بتوفر العوالق التي تعتبر قمة الهرم الغذائي للكائنات البحريه بشكل عام. وهو ما يستقطب أنواعا بعينها ، ولأن السلسلة الغذائية على مستوى البحر مترابطة ، فإن هذه الخاصية تفتح المجال امام إلتحاق الأنواع ببعضها ، فتتجدد بذلك الحياة البحرية على مستوى المصايد . 
 

إلى ذلك يرى المهتمون بالمصايد ، ان مياه البحر المنبعثة من الوديان ، لها تأثير سلبي على سلامة المنتوجات البحرية. إذ أن كثرة هذه المياه، تساهم في اختناق الأسماك خاصة حديثة الولادة بفعل الأوحال المرافقة لهذه المياه. وتضيف المصادر أن هذا التأثير، يقع على الثروة السمكية كونها اعتادت على العيش بالمياه المالحة . ولا تستطيع التاقلم والعيش في المياه العذبة (الوديان)، خاصة أن مياهه ترتكز في الأميال البحرية المحادية للشاطئ، مكان توالد الأسماك، وبالتالي مكان تواجد الأسماك الصغيرة سريعة الثأثر. ما  يجعل هذه الأصناف السمكية ، تنفر وتتجه نحو الاعماق هروبا من التقلبات المتواجدة بالسواحل.

يّذكر أن  انتعاش الثروة السمكية خلال الفترات الشتوية يعزى الى ظاهرة طبيعية متواجدة بالمغرب،  تقوم على خلق حركة بمياه البحر الباردة المتواجدة بالاعماق ، التي تطفو على السطح، بفعل الرياح الشرقية الغربية المصاحبة للأمطار، والتي عادة ما تحمل معها المواد الغذائية المترسبة في الأعماق. وهذه الظاهرة مرتبطة أساسا بهبوب الرياح التي تصاحب عادة الأمطار .

 

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا