تواصلت يوم أمس الثلاثاء 08 يوليوز 2025 بنقطة التفريغ المجهزة “امي وادار” بالدائرة البحرية لمندوبية الصيد البحري بأكادير، فعاليات الحملة التحسيسية والتوعوية لفائدة بحّارة الصيد، وذلك في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الثقافة المهنية وسط مهنيي قطاع الصيد البحري بمختلف شرائحهم وإرتباطاتهم المهنية.
وتنظم هذه الحملة تحت شعار “رد بالك يا الرايّس، سلامة البحّار والمركب مسؤوليتك… كفى من الحوادث البحرية!” وذلك في أجواء إيجابية تطبعها روح الانخراط الجاد، والتنسيق الفعال بين السلطات البحرية والمهنيين، بمبادرة من مندوبية الصيد البحري بأكادير وبتنسيق مع مركز التأهيل المهني البحري وبتعاون مع مختلف المتدخلين في القطاع.
وفق تصريحات متطابقة للمنظمين، فإن تزايد التحديات المتزايدة التي تهدد التوازن البيئي والاقتصادي للفضاء البحري يكرس أهمية الوعي المهني، كشرط أساسي لمكافحة ظاهرة الصيد غير القانوني وغير المصرّح به وغير المنظم (INN)، التي تُلحق أضرارًا بالغة بالموارد البحرية وتهدد سبل عيش آلاف الأسر الساحلية.
وتؤكذ ذات المصادر المهتمة أن الصيد التقليدي، رغم طابعه البسيط والمحدود الإمكانيات، يُعد من أكثر الأنشطة ارتباطًا بالمجتمعات الساحلية المحلية. غير أن غياب وعي كافٍ أحيانًا، يُسفر عن ممارسات ضارة كاستعمال أدوات صيد مدمّرة مثل الشباك غير القانونية أو استهداف الأصناف في فترات منع التوالد، ما يُسهم في استنزاف المصايد.
وتأتي هذه الحملة لتناقش الوعي المهني بإعتباره المخاطب المباشر ، لتؤكد على أن الاستدامة تبدأ من السلوك الفردي للبحّار، وأن حماية البحر هي مسؤولية جماعية، تنطلق من وعي مهني راسخ لدى كل من يرتاد البحر، لا سيما داخل منظومة الصيد التقليدي. ولا تقتصر أهداف الحملة على الجوانب البيئية فقط، بل تتعداها لتشمل التوعية بمخاطر البحر وأهمية احترام شروط السلامة على متن القوارب، في ظل ارتفاع عدد الحوادث البحرية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في صفوف البحارة التقليديين.
ويشدد المشرفون على الحملة على ضرورة احترام ضوابط السلامة، كارتداء سترات النجاة، وصيانة المحركات، والتزود بوسائل الإغاثة، مع التذكير بأن حياة البحّار والمركب ليست فقط مسؤولية شخصية، بل قضية تهم الأسر والمجتمع برمّته. وفي سياق متصل، تركز الحملة التحسيسية على أهمية حماية التنوع البيولوجي البحري، والتصدي لظواهر الإستغلال المفرط وغير الرشيد، وذلك انسجامًا مع التوجهات الوطنية والدولية نحو صياغة نماذج صيد مسؤولة ومستدامة.
ويُشدد الخطاب التوعوي الموجه للمهنيين، على مخاطر استخدام أدوات صيد مدمّرة، ليس فقط على البيئة، بل أيضًا على مردودية الصيد على المدى المتوسط والبعيد، مما يضع الجميع أمام خيار واحد: إما أن نصطاد بعقلانية.. أو لا نصطاد أبداً. حيث تؤكد هذه الحملة على أن تعاون البحّار مع الإدارة، والانخراط الجماعي في جهود الإصلاح، يمكن أن يشكل نقطة تحول حقيقية في مسار الحكامة البحرية. فالتواصل المباشر مع المهنيين، بألسنتهم الخطابية وأسئلتهم، هو السبيل الأمثل لبناء وعي مشترك، يؤمن بأن البحر ليس فقط مصدر رزق، بل نظام بيئي هش يجب حمايته.