تنعقد غدا الأربعاء وإبتداء من الساعة 11 صباحا لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط، وهو ذات الوقت الذي ستتجه فيه أدهان المغاربة إلى قطر حيث ستثبت عيون الملايين على الشاشات متتبعة المباراة المنتظرة بين منتخبنا المغربي لكرة القدم ومنتخب كرواتيا ضمن أولى مباريات المجموعة المونديالية السادسة، التي تضم كل من المغرب وكرواتيا وبلجيكا وكندا، حيث تعقد أمال كبيرة على المنتخب المغربي في هذا البطولة الي يحتضنها بلد عربي لأول مرة في التاريخ .
كنت جالسا في إحدى مقاهي الإنبعاث حين سأل أحد البحارة زميله ، “واش غادي تفرج غدا ؟ فرد عليه زميله “في المنتخب أو في الأخطبوط” ، في إشارة إلى الإهتمام الذي يحضى به كلا الحدثين في أوساط المتتبعين للشأن البحري ، حتى أن أحد النشطاء المهتمين بالأخطبوط قال في رسالة للبحرنيوز على الواتساب معلقا على تزامن الحدثين في خطاب ساخر “ربح المغرب المقابلة الأولى ديالو الخروج في 15 دجنبر، وفي حالة التعادل سيكون الخروج في 5 يناير وفي حالة الخسران 1 يوليوز 2023، معلقا على تدوينته بكثرة الهم كضحك .
بحار آخر قال للبحرنيوز ، هل التمثيليات المهنية المشاركة في إجتماع لجنة التببع لا تهمها مقابلة المنتخب المغربي ؟ وهل إدارة الصيد قبل إقرارها لموعد الإجتماع لم تكن على إطلاع بموعد اللقاء؟ فإلتقاء الحدثين بقدر ما هو على درجة عالية من الأهمية ، فإنه يخلف إنطباعات قوية بخصوص ما سيدور في أشغال هذا اللقاء المصيري، لاسيما إقرار موعد إستئناف موسم الأخطبوط والتطمينات التي سيبثها المعهد بخصوص مستقبل المصيدة والكوطا الشتوية ، التي يرتبط بها مصير الألاف من البحارة والأسر ، خصوصا بالجنوب المغربي، حيث توقفت حركة إقتصاد الصيد التقليدي بأربع قرى للصيد ، كما هو الشأن أيضا للتوقف الطويل الذي عرفه أسطول الصيد في أعالي البحار.
لا ينكر إثنان أن المنتخب المغربي هو يمثل المغاربة ونتائجه تهم مختلف شرائح المجتمع، كما أن البحارة هم في مقدمة المشجعين، بل أن منهم من أصبح بكثرة تتبعه لمقابلات المنتخب وعلى مدى عقود شأنه شأن الكثير من المغاربة ، عارفا بخبيا هذا الفريق ، وكيفية تدبير اموره وكذا خططه وتاكتيكاته، حتى ولو تطلب الأمر تقديم خطة نموذجية للفوز على الكروات لأن المغاربة يتحولون بقدرة قادر مع كل مناسبة كروية للفريق الوطني لناخبين. لكن بالمقابل فهذا البحار أصبح غير عارف بإنتظارات القطاع، وهو الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها على حافة الفقر، وغير قادر على تدبير أدنى حاجياته الإجتماعية جراء هذا التوقف الطويل، التي أتى على مدخراته وجرده من الأخضر واليابس. لاسيما في هذه المرحلة المطبوعة بغلاء المعيشة في ظل وضعية دولية صعبة كان لها إنعكاس قوي على مناحي المعيشة، وإمتدت فصولها لترفع تكاليف الإنتاج في الرحلات البحرية.
أكيد ان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كان سباقا لإعلان إستئناف موسم الصيد في موعده المحدد إستنادا للمؤشرات التي بين يديه، والتي هي ذات المؤشرات التي سيقدمها المعهد الوطني للحث في الصيد البحري أمام تمثيليات المجهزين ، كما سيتم التذكير بالتدابير التي تم إتخاذها طيلة هذه الفترة، ما دام ان الأمر يتعلق بالمخزون، الذي لن يجادل إثنان بشأن تطوره خصوصا بعد توقف دام تسعة أشهر بالتمام والكمال، وهي مدة كافية لإستعادة التوازن، لكن السؤال يطرح هل سنترك ريما لتعود لعادتها القديمة ضاربين بعرض الحائض التضحيات التي عرفتها الشهود الآخيرة؟ وما هي الضمانات التي ستسنها الإدارة الوصية من أجل منع تكرار نفس السيناريو في السنوات القادمة؟ خصوصا وأننا اليوم أمام تحديات كبرى سيكون لها إنعكاس كبير على المصايد وكذا على الوضعية الإجتماعية للبحارة.
لجنة التتبع التي ستنعقد غذا تعقد عليها أمال كبير في تسمية الأمور بتسمياتها، ووضع خارطة طريق جيدة تضمن ترشيد الإستغلال وعقلنة الممارسة المهنية، في سياق محاربة مختلف التجاوزات ومنعها من العودة إلى المصيدة ، سواء على مستوى السلوك المهني في الصيد أو على مستوى التجرأ على المصايد من طرف قطع بحرية غير قانونية، أو حتى من طرف الأساطيل المقننة. كما ان المرحلة تفرض اليوم التجرد من العاطفة والعمل على تنزيل توصيات الصيد بالجر الرشيد ، والتحكم في مجهود الصيد، وكذا التصدي للصيد الممنوع بإعتماد أليات رحيمة بالمصايد في مختلف أصناف الصيد النشيطة بالمنطقة.
حظ سعيد للمنتخب الوطني في مباراة الغد، وحظ أوفر للجنة تتبع مصيدة الأخطبوط في الخروج بتوصيات تعيد التوازن للأسرة البحرية .