الأسماك السطحية الصغيرة .. خبراء مغاربة وروس يحللون نتائج الأبحاث البحرية المشتركة في المنطقة الإقتصادية المغربية

0
Jorgesys Html test

إنعقد مؤخرا الإجتماع الدوري بين خبراء المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالمغرب (INRH) ونظرائهم خبراء الفرع الأطلسي للمركز الوطني الروسي للبحوث العلمية في مجال مصايد الأسماك وعلم المحيطات (VNIRO) ، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي، بهدف مناقشة وتحليل نتائج الأبحاث العلمية المشتركة التي أُنجزت خلال عامي 2024-2025، ومقاربة تطورات مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بما تعرفها من تغيرات .

 

وترأس الوفد الروسي كونستانتين باندورين، نائب مدير المركز ورئيس فرعه الأطلسي، بينما قاد الوفد المغربي محمد نجيح، مدير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. كما شارك في اللقاء ممثل الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري بالمغرب، ميخائيل ديميتريفيتش تاراسوف، بكلمة افتتاحية ترحيبية، أكد خالها أن “جميع الأبحاث والدراسات البحرية تُجرى وفقًا لمنهجيات علمية حديثة ومعترف بها دوليًا”. فيما أعلن في ذات السياق توقعاته  “استقرار ظروف الصيد بالنسبة للأسطول الروسي في سواحل المغرب وموريتانيا”.

وركز الاجتماع وفق ما أوردتخ تقارير روسية مهتمة، على عرض ومناقشة نتائج الدراسات الميدانية التي أُجريت في المنطقة الاقتصادية الخالصة للمغرب، سواء من قبل السفن العلمية المغربية أو الروسية ، حيث قدّم الخبراء المغاربة نتائج الرحلات العلمية التي أجريت على متن سفن مغربية فيما قدم الخبراء الروس عرضًا مفصلًا حول نتائج الأبحاث الروسية-المغربية المشتركة في سواحل المغرب.

وناقش الطرفان بشكل خاص تطور الكتلة الحيوية للأسماك السطحية الصغيرة (مثل السردين، الإسقمري، والستافريد الغربي الإفريقي أو ما يعرف بالماكريل الأطلسي )، وتوزيعها حسب المناطق داخل المنطقة الاقتصادية المغربية. كما تطرقا إلى تأثير التغيرات المناخية البحرية والهيدرولوجية على هذه الأنواع، وعلى البنية العامة للمجتمع السمكي السطحي.

وتُظهر الأبحاث أن التغيرات في توزيع الكتلة الحيوية ترجع أساسًا إلى التفاعل بين كتلتين مائيتين تحت السطح، يتعلق الأمر بالكتلة المائية المركزية لجنوب الأطلسي (SACW)، وهي دافئة ومنخفضة الملوحة، تفضلها أنواع مثل “الستافريد” . والكتلة المائية المركزية لشمال الأطلسي (NACW)، وهي أكثر برودة وأعلى ملوحة، ما يجعلها أكثر ملاءمة لأنواع مثل السردين والإسقمري.

وشهدت المنطقة الإقتصادية الخالصة للمغرب، تغيرات ملحوظة في النظام المحيطي خلال العقد الأخير ففي 2015 -2016 تزايد تدفق الكتلة المائية الجنوبية نحو شمال المغرب، مما ساهم في انتقال الماكريل الأطلسي نحو الشمال، وتم تسجيل ارتفاع حضوره في المصايد المغربية من قبل السفن الروسية. فيما ضعف تدفق المياه الجنوبية 2019-2020 ، مقابل اختراق قوي للمياه الشمالية، ما أدى إلى زيادة وفرة السردين والإسقمري.

ومنذ 2022-2023 لوحظ  مجددًا تراجع التيارات الشمالية، بينما بدأت التيارات الجنوبية تزداد قوة من جديد، ما أدى إلى تزايد حضور الماكريل الأطلسي مرة أخرى. وقد أكدت هذه الاتجاهات نتائج أنشطة الأسطول الروسي، حيث لوحظ ارتفاع في نسبة هذا النوع من الأسماك في المصايد خلال 2023-2024، وزيادة ملحوظة في كميات الصيد مقارنة بجهد الصيد.

وأجمع خبراء المعهدين على أن نتائج الأبحاث المشتركة تشكل أساسًا علميًا مهمًا لتقييم الموارد البحرية بدقة، وتحديد سياسات مستدامة لتنظيم أنشطة الصيد، بما يخدم المصالح البيئية والإقتصادية في آن واحد. وقد أثنى مدير المعهد المغربي على جودة العمل المشترك، والنتائج القيمة التي تم التوصل إليها خلال الرحلات العلمية التي شاركت فيها السفينة الروسية المتخصصة.

يذكر أن في ختام اللقاء، تم الاتفاق على مواصلة التنسيق بين الخبراء عبر المراسلات الرسمية، مع إمكانية عقد اجتماعات مرئية عند الحاجة، تمهيدًا لصياغة محضر رسمي مشترك يوثق التعاون والنتائج.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا