على بعد أسابيع قليلة من انطلاق الموسم الشتوي لصيد الإخطبوط برسم سنة 2019 لجأ العديد من مراكب الصيد الساحلي صنف الجر إلى ميناء أكادير، حيث توافدت مراكب أخرى من موانئ العرائش، و أسفي لتجرب حظها في الصيد داخل مصايد التهيئة، وتجري الاستعدادات على قدم وساق من الإصلاحات البسيطة إلى أعمال الصيانة و التلحيم و التركيب، و كدا التزود بالآليات المختلفة من شباك و أحبال و أجهزة مختلفة في انتظار تحديد تاريخ الانطلاق نحو مصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي.
وحسب تصريحات مهنية مطلعة لجريدة البحرنيوز، فإن الاكتظاظ الكبير الذي أحدثته بواخر الصيد بالجر بميناء أكادير، مرده إلى انتهاء فترة عمل ( بياخي ) بعد أن دام لأكثر من ثلاثة شهور، و هي مناسبة يستغلها أصحاب الصيد بالجر للتوقف تزامنا مع ذكرى عيد المولد النبوي، لتصفية مبيعات المراكب و تمكين البحارة من حصصهم المالية، “لحساب”. كما تعد المناسبة فرصة يغتنمها الربابنة والبحارة على حد سواء، للاستمتاع بفترة راحة، و أيضا للانتقال من مركب إلى مركب أخر يستجيب لتطلعاتهم من ناحية المداخيل المالية.
و تتم أعمال الصيانة و الإصلاحات، و خاصة على مستوى الشباك، حيث أن البحارة يقومون بنقلها من المراكب إلى أمكنة في الأرصفة لخياطتها و حياكتها، و إعادة القياسات. كما يتم تغيير الأجزاء حتى تكون في الموعد، بعد استئناف رحلات الصيد. و هي عملية يسهر عليها خياطون اختصاصيون في هدا المجال. وتشمل الإصلاحات كذلك و بضرورة قصوى، محركات المراكب، بحكم أن مراكب الصيد بالجر التي تنشط جنوب مصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي، يلزمها محركات قوية، تتحمل المسافات الطويلة التي تتطلبها رحلات الصيد، و كذا مجهودات الصيد من قوة التيارات المائية و الرياح، و علو الأمواج تزامنا مع فصل الشتاء.
وتابعت المصادر المهنية حديثها بالقول، أن المراهنة على مواسم صيد الإخطبوط كبيرة ، لأنها تنعش أمال البحارة لتحقيق مبيعات مهمة ، وهدا في حد ذاته يلزم وزارة الصيد البحري على إعادة حساباتها، بخصوص مخطط مواجهة تداعيات عدم تصريف وحدات التجميد والمعامل لمنتجاتها من الإخطبوط من خلال تقييم الوضع ، أولا لرصد حجم التأثيرات، التي يمكن أن تتسبب فيها أزمة تسويق الإخطبوط في حالة انطلاق موسم الصيد القادم في حينه ، وبغاية مراجعة الخيارات المتوفرة لتجاوز الوضعية الراهنة.
وأبرزت المصادر أنه من السابق لأوانه إصدار حكم، في ظل عدم توفر معطيات رسمية من الوزارة الوصية، على رأسها التقرير العلمي الذي يصدر عن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. هذا الآخير الذي يحدد حجم الكتلة الحية من الإخطبوط، و حجم الكوطا التي يمكن استهدافها من قبل الأصناف الثلاثة. و بعدها الفرضيات و التوقعات لوضع إستراتيجية استباقية، تفتح المجال أمام المهنيين الدين يترقبون تدخل الجهات الرسمية لاحتواء الأزمة، التي ستنعكس لا محالة سلبا على البحارة في المقام الأول، و المجهزين أيضا، و تضرب في الصميم محور التثمين الذي تحقق بعد جهد كبير .
وترى ذات المصادر المهنية، ضرورة وضع خارطة طريق مشتركة، من أجل الحفاظ على التعبئة المهنية، مع تعزيز التنسيق بين المكونات المختلفة للقطاع، بهدف تجاوز محنة تسويق الإخطبوط. و ضمان نجاح انطلاق موسم الصيد القادم، مع التركيز على التهييئ الجيد، و بعقلانية لتكريس التثمين المراهن عليه و المحقق خلال المواسم السابقة.
وعلى غرار الاستعدادات التي تقوم بها مراكب الصيد الساحلية بميناء أكادير، تقوم من جهتها مراكب الصيد بأعالي البحار أيضا برحلات تجريبية لمراكبها على مقربة من الميناء، للتأكد من فعالية الآليات و المحركات. كما أن التدابير الإدارية لذات الشركات و الخاصة بأطقم المراكب، التي ستشتغل في الموسم القادم، قد تم الحسم فيها نهائيا، إضافة إلى تزويد جل المراكب بالوسائل الضرورية، و الآليات المستعملة في تعبئة الأسماك.