شاهدت العالمة دينيس بريتبيرج مشهدًا مروعًا أثناء غوصها في منطقة الشعاب المرجانية في خليج تشيسابيك في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. إذ كان قاع الخليج ممتلئًا بالأسماك والسرطانات النافقة.
وقبل ساعات قليلة من هذا الحادث، اندفعت كميات من المياه تحتوي على تركيز منخفض من الأكسجين من المناطق العميقة في الخليج، فأدت إلى ظهور مناطق ميتة في المياه الضحلة التي غاصت فيها دينيس. وتجمعت الكائنات التي هربت من المياه الضحلة بالقرب من الشاطئ. حتى أن السرطانات تسلقت العوامات وزحفت نحو السطح هربًا من المياه الخانقة. وقالت بريتبيرج لموقع فيوتشريزم أن هذا المشهد أصابها «بالذهول.»
وأظهرت الورقة البحثية أنه بالإضافة إلى المناطق الميتة التي تقتل الكائنات البحرية تمامًا، توجد مناطق ذات تركيز أكسجين منخفض، تؤدي إلى تأثيرات أقل حدة على الحياة المائية، مثل التقزم وإعاقة التكاثر وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض.
وقد تنتقل هذه التأثيرات إلى المجتمعات البشرية التي تعتمد على الكائنات البحرية لكسب رزقها. فلن تستطيع بعض المجتمعات التي تعتمد على صيد الأسماك الانتقال إلى أماكن أخرى إن تضاءلت الثروة السمكية بالقرب منهما. وقد يقتل انخفاض تركيز الأكسجين في المياه الشعاب المرجانية، فيؤثر على السياحة في تلك المناطق التي تعتمد على الغوص والرياضات المائية.
وعلى الرغم من أن انخفاض تركيز الأكسجين في المحيطات قد يأتي في ترتيب متأخر في قائمة المشكلات العالمية، لكن مؤلفو البحث قالوا إنه يؤدي إلى مشكلة أكبر. فتركيز الأكسجين المنخفض يسبب زيادة إنتاج أكسيد النيتروز، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية. ما يزيد مشكلة الاحتباس الحراري ويجعل البحار أكثر دفئًا. وقالت بريتبيرج لموقع فيوتشريزم إن الباحثين مختلفون بشأن قدرة طبقات المياه في المحيطات على منع أكسيد النيتروز من الوصول إلى السطح.
البحرنيوز :وكالات