لازالت سفن الصيد العاملة بالمياه المبردة RSW التي تنشط بالمصيدة الأطلسية الجنوبية، تجد ضالتها في الأوراش الإسبانية من أجل الصيانة والإصلاحات، حتى تلك البسيطة منها، في ظل غياب أوراش كبيرة بالمغرب. ما يكلف البلاد ميزانية ضخمة من العملة الصعبة، ويجعلها تحت معطف الإسبان ورحمتهم.
وأفادت مصادر مهنية مطلعة في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن السفن العاملة بالمياه المبردة، تضطر كرها إلى التوجه إلى الأوراش الجافة الإسبانية، بسبب البنية التحتية التي يتوفر عليها الإسبان. وذلك في غياب أوراش بالمنطقة، حيث تعد أكادير الورش الوحيد الأقرب من ميناء الداخلة، والذي للأسف الشديد تقول المصادر، لا يمكنه استيعاب حجم سفن الصيد العاملة بالمياه المبردة RSW.
ذات المصادر المهنية قدرت حجم المعاملات المالية التي تعكسها عمليات الصيانة والإصلاحات لسفن الصيد العاملة بالمياه المبردة، التي تنشط بالمصيدة الأطلسية الجنوبية، لفائدة الأوراش الجافة الإسبانية بالملايير، في كل سنة وكل ما دعت الضرورة اللجوء إلى الموانئ الإسبانية.
وجرت العادة أن تنتقل سفن الصيد العاملة بالمياه المبردة التي تنشط بالسواحل الجنوبية إلى الموانئ الإسبانية مضطرة، بسبب الحجم الكبير للسفن واستيعاب الأوراش الجافة لها، لكنها تعود إلى أحواض ميناء أكادير من أجل إكمال مجموع أشغال الصيانة السطحية. لكن في الأونة الأخيرة، ومن أجل ربح وقت أكبر، تستنفد ذات السفن جميع أشغال الصيانة والإصلاح بإسبانيا، ما يضيع عدد من فرص الشغل عن اليد العاملة المغربية ، ويضيع معه أيضا صفقات الصيانة والإصلاح.
مصادر مهنية محسوبة على الصيد الساحلي بدورها، عبرت عن امتعاضها من غياب ورش جاف بميناء الداخلة الجزيرة، يستوعب مراكب الصيد الساحلي التي تضطر اللجوء إلى ميناء المرسى بالعيون، وانتظار أسابيع طويلة، والوساطة، للاستفادة من الورش الجاف. هذا مع التسليم بالقوانين المفروضة من الورش، لإجرائه جميع الخدمات بما فيها رفع المراكب وإنزالها وتنفيذ أشغال النجارة والحدادة والصباغة.