كشف بحث علمي مميز عن أن السفينة الخشبية، التي عثر عليها تحت حطام برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك قد جرى بناؤها قبل أو أثناء حرب الاستقلال الأمريكية.
وكان العمال في عام 2010 أثناء حفر أساسات المباني التي ستحل محل البرجين التوأمين الساقطين، قد وجدوا ألواحا خشبية بلوطية على شكل هيكل سفينة بطول 7 أمتار أسفل ما هو عليه الآن مستوى الشارع. ودلت ألواح السفينة الخشبية أن أصلها شبه المؤكد يعود إلى أمريكا الشمالية، ولكن عمرها بالتحديد ومكان بنائها ظل لغزا محيرا للباحثين
وكانت الدلائل ليست دقيقة بما فيه الكفاية لتخبر عن عمر الأخشاب، التي صنعت منها السفينة، ولذلك استخدم الباحثون من جامعة كولومبيا حلقات الأشجار لتحديد عمر الأخشاب.
ولأن عرض حلقات الأشجار يعتمد على حالة الطقس خلال المواسم، وبالمقارنة مع 21 شجرة من نفس النوع (البلوط الأبيض – كويركس Leucobalanus)، استطاع فريق البحث بقيادة الدكتور “مارتن داريو بينيتو”، إيجاد نظائر جيدة للغاية شبيهة بتلك الأخشاب التي عثر عليها.
وجاء في بيان فريق الباحثين: “أظهرت نتائجنا أعلى تشابه بين التسلسل الزمني لأخشاب سفينة مركز التجارة العالمي واثنين من التسلسلات الزمنية لأخشاب مماثلة في ولايتي فيلادلفيا وبنسلفانيا، ودلّتنا الحلقات الأخيرة من الأخشاب على أن السفينة بُنيت من أشجار مقطوعة في عام 1773“.
ووفّرت السفينة الغامضة للباحثين القدرة على إلقاء نظرة ثاقبة على طريقة بناء السفن وقتها، كما لاحظ الباحثون دلائل على أن السفينة كانت من إنتاج محطة لبناء السفن الصغيرة.
وقال “مارتن بينيتو” لموقع Livescience: “كانت فيلادلفيا واحدة من أكبر المدن الهامة في بناء السفن في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وكان لديهم الكثير من الأخشاب، ولذلك من المحتمل أن أخشاب السفينة قد أتت من هناك“.
ودلت دراسة أخشاب السفينة الباحثين أيضا الى أن هذه السفينة كانت في رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي في مرحلة ما، وأنها ربما كانت تستخدم في عمليات إصلاح الشواطئ لتعزيز دفاعات مانهاتن ضد البحر.
وعلى الرغم من أن الموقع الذي اكتشفت فيه السفينة كان يعد جزءا من موقع مركز التجارة العالمي، إلا أنه لم يتم حفره عندما بنيت الأبراج الأصلية.