طفت على السطح مؤخرا ظاهرة غريبة بالسواحل الجنوبية، تتمثل في تزايد وثيرة الهجمات التي تقوم بها إحدى الكائنات البحرية التي تفترس المصطادات السمكية المحصلة من طرف مراكب الصيد الساحلي بالخيط، وتجعلها في حالة غير سليمة تفقد معها الأسماك قيمتها المالية الحقيقية، وهي هجومات من مفترس يعرف لدى العامة من البحارة ب ( باصامان ) الذي يصنف ضمن الرخويات الممنوع استهدافها من طرف مراكب الصيد بالخيط.
وطالبت الفدرالية الوطنية المغربية للصيد بالخيط، المعهد الوطني للبحث في الصيد، بالقيام بدراسة حول هذه الظاهرة الغريبة، والمتمثلة في الهجومات التي تطال المصطادات السمكية عند سحبها من مياه البحر مباشرة .إذ عقدت الفدرالية المذكورة حسب سعيد عاروض الكاتب العام للفدرالية ، لقاء مع المدير الجهوي للمعهد بأكادير، حيث تم تدارس الخطوات التي سيقوم بها المعهد الوطني للبحث، في أفق رفع اللبس عن ظاهرة استهداف الأسماك بعد صيدها من طرف مهنيي الصيد بالخيط.
وسجل المصدر المهني أن تزايد الهجمات أصبح يؤرق بال المهنيين ، خصوصا أنها تؤثر سلبا على القيمة المالية التي تباع بها الأسماك المحصلة في رحلات الصيد ، حيث تتسبب الظاهرة الجديدة في تقهقر عائدات المركب، في مواجهة تكاليف الرحلات المرتفعة ما بين استهلاك البنزين ، و المؤن المختلفة من الغدائية و مادة الثلج .
وفي موضوع متصل أكدت مصادر عليمة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بأكادير ، أن إصدار أي رأي في الظاهرة التي تعتبر نوعا ما عرضية، هو سابق لأوانه ، لأن أكل أجزاء من الأسماك هو ممارسة تكون بدافع الضرورة أو الغريزة. ومن ثم فهو شكل معين من الافتراس ، لأنه من الممكن أن تؤدي العديد من التكوينات البيئية، إلى ظهور افتراس من هدا الشكل بدافع البقاء ربما، لمواصلة النوع المفترس للعيش في موطنه الحقيقي ، على الرغم من وجود عامل خارجي ستكشف عنه البحوث العلمية من خلال إيفاد مختصين لمعاينة الظاهرة عن قرب.
وعمدت الفدرالية الوطنية المغربية للصيد بالخيط إلى توفير الظروف المواتية، على ظهر مركب الصيد بالخيط “راسكيلاتي” الذي انطلق يوم أمس الأربعاء 3 أكتوبر 2018 من ميناء أكادير، صحبة مختص من معهد البحث بأكادير، في رحلة صيد ستمتد إلى 10 أيام في سواحل المدينة ، فيما سيتم برمجة مرافقة باحثين عن المعهد الوطني للبحث بكل من العيون و الداخلة للتأكد أولا من نوعية المفترس و شكله.
وتروم الرحلات العليمة ، أخذ عينات من الحيوان البحري الرخوي الذي يقوم بعملية الإفتراس لإخضاعها إلى التحاليل المخبرية ، و تحديد نوعية السلوك. و هل يشكل خطرا على بعض الأصناف الأخرى ، أو على المخزون السمكي. فيما تمت مراسلة الجهات المختصة لوضعها في الصورة ، بالسماح لجلب عينات لتفادي أي إشكالات مع إدارة مراقبة المصطادات السمكية .
وتعاني مراكب الصيد بالخيط من ظاهرة الافتراس بعد الصيد مباشرة ، حيث أن الأسماك بعد سحبها من الشباك ، أو من الصنارة ، يجدها البحارة مقطوعة ، أو غير كاملة الأجزاء ، إثر هجوم أحد الأصناف المفترسة ( باصمان )، الذي يعيش في أعماق البحر خاصة في المناطق التي يشتغل فيها أصحاب الصيد بالخيط، على أعماق 60 براصة ، (أكثر من 60 متر) ، كما أن هدا المفترس ممنوع صيده أو استهدافه من طرف مراكب الخيط .