مرض السكر هو داء مزمن يؤثر في طريقة استقبال خلايا الجسم للجلوكوز أو كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، مما يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي لمستوى السكر في الدم مما قد ينتج عنه أضرار في العديد من أجهزة الجسم، لا سيما الأعصاب والأوعية الدموية. ويعد هذا المرض بين الأمراض التي نجدها حسب المتتبعين، لدى ثلة من البحارة خصوصا المتقدمين في السن، حيث كثير ما تطرح الكثير من الأسئلة بخصوص كيفية تدبير مرضى السكري للشهر الفضيل، امام المجهودات الخرافية المطلوبة من رجال البحر، أثناء رحلات الصيد. ناهيك عن المجهود الدهني الذي أصبحت تفرضه تحديات المصايد وإرتفاع كلف الإنتاج .
وأمام طول الرحلات البحرية والسهر المتواصل أحيانا، ناهيك عن الجهد المطلوب أثناء عمليات الصيد لاسيما في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح السواحل المغربية، يجد مرضى السكري من البحارة أنفسهم أكثر عرضة للثعب والإرهاق السريع، المصاحبين بمجموعة من الأعراض والتي قد تصل لحدود فقدان الوعي والإغماء. وهي معطيات تجد تبريرها حسب الأخصائيين، في تغير العادات الغذائية اليومية، والإضطرابات التي تلحق بالنظام الغدائي، خصوصا إذا استحضرنا أن مرضى السكري هم في حاجة لحمية خاصة وضبط جيد لمستوى السكر في الدم، من خلال قياسه مرات عديدة في اليوم.
ويوصي الأطباء الأخصائيون مرضى السكري الذي يتشبتون بالصيام خلال هذا الشهر، أنهم يتعين عليهم احترام بعض القواعد الأساسية، المتمثلة بالأساس في تقييم حالتهم الصحية، واستشارة الطبيب فيما إذا كان وضعهم يسمح لهم بالصيام من عدمه، وإجراء فحص طبي وتحاليل لقياس مستوى السكر في الدم، والاستشارة بشأن تعديل الأدوية والجرعات، فضلا عن التأكد من اعتدال نسبة السكر بالدم على الأقل ثلاث أشهر قبل حلول رمضان، مع الحرص على تناول الدواء بانتظام وفقاً للتعليمات. وتجنب الإفراط في تناول الطعام عن طريق تقسيم الإفطار إلى عدة وجبات.
ويؤكد الأخصائيون على أن النشاط البدني يجب أن يكون خفيفا إلى متوسطا، وهو ما يتطلب ضبط نشاط البحار ليساير الوضعية الصحية، وتلافي الإجهاد قدر المستطاع، فيما يوصي الأخصائيون مرضى السكري من مهنيي الصيد التقليدي، بعدم المغامرة بالخروج بشكل فردي في رحلات الصيد كما هو شائع ، وإنما الإستناد إلى الرفقة . هذا مع الإكثار من شرب الماء بعد الإفطار، والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون. حيث يبقى المريض مطالبا باختبار مستوى الجلوكوز في الدم يومياً، قبل وبعد ساعتين من الإفطار، وقبل السحور، وفي منتصف اليوم.
ويتعين على المصابين من البحارة بداء السكري خصوصا المطالبين بالإفطار يتوجيهات من الأطباء، أن يدركوا حجم المخاطر الصحية، التي قد يتعرضون لها بسبب إصرارهم على الصيام، خاصة بالنسبة للذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول ويعالجون بحقن الانسولين، وأولئك الذين لديهم مستويات السكر في الدم غير مستقرة، أو الذين يعانون من أمراض أخرى من مضاعفات المرض، حيث يترتب على هذا الأمر عدد من المضاعفات الخطيرة، يتعين تجنبها والتوعية بأضرارها، بفعل التغيرات التي تطرأ على الروتين الغذائي المعتاد، لاسيما عدد الوجبات وتوقيت الوجبات والمكونات الغذائية.
وكانت منظمة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) قد وضعت المغرب ضمن تقرير حمل عنوان «أطلس مرض السكري»، في المرتبة الرابعة بين الدول العربية الأعلى من حيث عدد المصابين بمرض السكري الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و79 عامًا بنسبة 9.1% بإجمالي 2.3 مليون شخص خلال عام 2021 ، فيما إحتلت مصر صدارة تصنيف الدول العربية ب 20.9 % وإجمالي عددهم 10.9 مليون شخص، وتلتها في المرتبة الثانية السعودية على الصعيد العربي بنسبة بلغت 18.7 % وإجمالي عددهم 4.3 مليون شخص، ثم السودان بنسبة 18.9 % ومجموع 3.5 مليون شخص.
وأشار تقرير المنظمة التي تضم أكثر من 230 جمعية وطنية لمرض السكري في أكثر من 160 دولة وإقليم، أن هناك 537 مليون شخصاً مصابون بمرض السكري حول العالم، تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً وذلك في عام 2021. حيث تشير الإحصاءات المبنية حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى وجود أعلى معدل انتشار إقليمي بنسبة 16.2٪، كما تضم ثاني أعلى زيادة متوقعة (86٪) في عدد المصابين بمرض السكري، الذي من المقدر أن يبلغ 136 مليونًا بحلول عام 2045.