نجح بحار شاب ينحذر من منطقة بليونش، في إنقاذ نسر غريفون من الغرق بالبحر قبالة بليونش ، بعد أن ظل النسر يطفو على المياه منهكا، وقد تجمعت حوله طيور النوارس التي أصابته بالضيق .
ياسين عكيوي 35 سنة يروي تفاصيل القصة ، “كنت في رحلة صيد لما لمحت طيور النورس متحلقة حول شيء غريب على بعد مسافة من قاربي، أثارني الفضول فتوجهت نحو الطيور ، هناك وجدت نسرا قد إنخارت قواه ، وأخذ منه الوهن والتعب ، في مسلسل الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة . فقد كان على مقربة من الموت غرقا “.
وأضاف عكيوي في حديثه للبحرنيوز، أن النسر وهو يشاهد القارب يقترب منه، بدا وكأنه فرح بهذا القدوم غير المتوقع، كما هو حال الغريق الذي تصله النجدة وهو على مشارف الموت . “سرعان ما طلع للقارب بمساعدتي ، وصار يتقيأ الماء الذي شربه خلال مصارعته لطيور النورس . منحته شيئا من الأكل فتناوله بشراهة. لم يكن خائفا مني ، وإنما بدا يرفرف جناحيه تم أفردهما على القارب ، وكأنه يشكرني على إنقاذه” .
كان الشاب ياسين المتزوج والأب لطفل ، سعيدا وهو يحكي قصته التي تشتمل على الكثير من المعاني الإنسانية ، حيث أكد أن هذه ثالث مرة ، يقدم فيها البحار الشاب، المساعدة لنسر وقع في البحر ، إذ أفاد في تصريحه للبحرنيوز، أن كثيرا من النسور تسقطهم النوارس في البحر بمجرد إقترابهم من جزيرة ليلى . وهو مشهد يتكرر بإستمرار في هذا الجزإ من المنطقة المتوسطية. فيما سجل عكيوي، أن عملية الإنقاذ التي شمل بها النسر ، هي تدخل ضمن الواجب الإنساني . فتقديم المساعدة لمن يواجه صعوبات في البحر لا يقتصر على الإنسان لوحده، وإنما تمتد للطيور والحيوان .
واتصل البحار بالمصالح المختصة بيليونش، التي أبلغت مصالح المديرية الإقليمية للمياه والغابات في تطوان والوحدة الجهوية لـ، GREPOM بالتنسيق مع رئيس وحدة مراقبة الحياة الفطرية والحفاظ عليها، من DREF-Rif ، الذي ذهب إلى مكان الحادث لاستلام النسر، ونقله إلى مركز إعادة تأهيل النسور (CRV Jbel Moussa) لتلقي الرعاية اللازمة.
ولقيت مبادرة الشاب ترحيبا كبيرا في أوساط الفاعلين المحلين والمهتمين بالبيئة، حيث نوه مصطفى فردوس مندوب الصيد البحري بالمضيق بالخطوة، واصفا إياها بالنبيلة والتي تستحق التشجيع ، بإعتبارها مبادرة تنم عن الوعي الكبير الحاصل لدى بحارة الصيد بمنطقة بليونش. هؤلاء الذي تعودوا على العمل مع الباحثين المغاربة والأجانب، في إطار المحمية المتواجدة بالمنطقة والممتدة على البحر والبر حسب تعبيره. حيث يساعدون الخبراء في الخروج إلى البحر، أو تنزيل الأدوات التي يستعملونها في أخذ القياسات، سواء فيما يتعلق بحرارة المياه أو حموضتها. و كذا تجميع المعلومات التي يمكن أن تفيد في تتبع البيئة البحرية المتواجدة بالمنطقة .
وعلق نشطاء بيئيون مهتمون بالطيور على مواقع التواصل الإجتماعي على الواقعة ، مؤكدين أنها التفاتة لطيفة يجب التصفيق لها . “فقد أنقذ ياسين أكيو ، صياد من بلدة بليونش ، نسرًا غريفون كان يطفو على سطح الماء وأصابه النوارس بالضيق من الغرق” يقول المدونون . يبدو أن هذا النسر كان ضمن مجموعة قررت عبور مضيق جبل طارق للوصول إلى إفريقيا يفيد آخرون، مستمتعا بلحظة هدوء خلال يوم ممطر ، وللأسف لم يستطع مجاراة الطقوس والطيور. ليسلم روحه للقدر بالسقوط إلى البحر الذي وجهه إلى أياد أمينة.
وتعج الساحة البحرية بالمغرب بالكثير من القصص، التي قدم خلالها البحارة مساعدات لحيوانات وطيور ، في مبادرات تنم عن الحس الإنساني الذي يتميز به البحار المغربي ، وهي قصص تستحق ان تألف فيها كتب وروايات، تروى للأجيال الصاعدة ، بإعتبارها قصص حقيقة ملهمة للجيل الصاعد، أبطالها يستحقون التشجيع والتنويه في درب الإنسانية .