تواصل وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية إعتراض أفواج من المهاجرين السرين بسواحل الوطية، في مشهد يثير الكثير من الأسئلة بخصوص نشاط التهجير السري للبشر، على مستوى سواحل المنطقة، فهل تحولت السواحل المحلية لقواعد خلفية لنشاط شباكا التهريب والمتاجرة في البشر؟
وعلمت البحرنيوز أن خافرة للبحرية الملكية قامت هذا الصباح بإجلاء 66 مرشحا للهجرة السرية ، ضمنهم 16 إمرأة 7 أطفال، بعد أن إعترضتهم على متن قارب مطاطي من نوع فونطوم ، وذلك على مستوى المتوازيين 00’58’28” شمالا و 00’42’11” غربا، حيث تم تسليم الموقوفين لعناصر الدرك البحري لمواصلة تحقيقاتها في هذا النازلة، ومعها تتبع خيوط الظاهرة التي تعرف تزايد مطردا في الأيام الآخيرة .
وإعترضت البحرية الملكية في عمليات متفرقة مند يوم الأحد الماضي قبالة سواحل الوطية، أزيد من 224 شخص، جلهم مهاجرون ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء حيث تم اقتيادهم إلى ميناء الوطية، فيما تؤكد الأخبار أن السلطات الإسبانية إعترضت في اليومين الآخيرين 128 مهاجرا على متن قاربين إنطلقا من سواحل الإقليم.
ويرى متتبعون أن هذه الجهود المبدولة في سياق التصدي لظاهرة الهجرة السرية ، تعد ثمرة التقارب المغربي الإسباني، بعد ان أعلن المغرب عن “مرحلة جديدة” في العلاقات مع إسبانيا على إثر تعهد الأخيرة بدعم موقف المغرب من مسألة الصحراء المغربية. حيث إجتمع مؤخرا بالرباط، فريق العمل المشترك حول الهجرة، الذي يعنى أيضا بالتنسيق في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية. وهو ملف حيوي في علاقات البلدين اذ تعد المملكة معبرا رئيسيا للمهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا، حيث قرر البلدان تعزيز آليات التنسيق وتبادل المعلومات .
واعتبر بيان مشترك عقب اجتماع المجموعة المشتركة الدائمة المغربية الإسبانية حول الهجرة، أن استئناف هذا التعاون “سيشكل آلية أساسية للردع” في مواجهة “الشبكات الإجرامية لتهريب المهاجرين عبر محوري المحيط الأطلسي وغرب البحر الأبيض المتوسط”، مشيراً إلى التنسيق في ما يخص الدعم المالي والتقني والتعاون بين شرطتي البلدين.
يذكر أن حوالي 40 ألف مهاجرا وصلوا العام الماضي إلى سواحل إسبانيا أو إلى جزر الباليار عبر البحر الأبيض المتوسط، وإلى أرخبيل الكناري عبر المحيط الأطلسي، معظمهم قدم من المغرب، وفق أرقام إسبانية رسمية. كما أنه وخلال الفصل الأول من 2022، أحبطت السلطات المغربية أكثر من 14 ألف و700 محاولة للهجرة غير القانونية، وفككت 52 شبكة لتهريب المهاجرين، بحسب أرقام رسمية مغربية.