قالت مصادر جد مطلعة للبحرنيوز أن البحرية الملكية قد إعترضت على الساعة الرابعة من صبيحة أمس الجمعة 26 يناير 2018، سبعة سفن للصيد في أعالي البحار، وهي تمارس الصيد في منطقة محظورة شمال منطقة “بارباص” بينها سفن في ملكية شخصيات نافذة في القطاع.
وأوضحت المصادر أن هذه العملية التي تأتي بعد أن كان المركز الوطني للرصد والتتبع ببوزنيقة قد رصد مؤخرا قرابة 39 باخرة صيد وهي تخترق المناطق الغير مرخصة بالنسبة لهذه السفن على بعد أميال قليلة من اليابسة ، فيما أكدت ذات المصادر أن البحرية الملكية قد اوقف السفن السبعة المذكورة في مناطق ممنوعة شمال “بارباص” 22 درجة 31 دقيقة شمالا على بعد 8 أميال.
وفي سياق متصل كشفت تقارير إعلامية، أن ظغوطات كبيرة يمارسها بعض المحسوبين على الصيد في اعالي البحار على الوزارة الوصية من أجل فتح بعض المصايد الحجرية التي تم إغلاقها بموجب مذكرة وزارية بتاريخ: 30 نونبر 2017، وذلك بناء على النتائج والنصائح التي توصلت بها من طرف المعهد المتخصص في البحث العلمي INRH.
وتأتي هذه الظغوطات حسب تصريحات لبعض البحارة المحسوبين على بحارة الصيد في الأعالي للبحرنيوز، جراء الحصيلة الهزيلة التي مني بها قطاع الصيد في الأعالي هذا الموسم، خصوصا أن مجموعة من بواخر كانت قد أدخلت مؤخر شباكا من نوع “GOV” مراهنة في إستثمارتها على المناطق الحجرية لتحقيق مصطادات مهمة قبل ان تفاجأ بإغلاق هذه المناطق.
وأوضحت المصادر أن هذه الشباك تتسم باتساع رقعة صيدها، بحيث تنفتح بشكل كبير سواء على مستوى العرض أو على مستوى الارتفاع. كما أنها تتوفر على خصائص تمكنها من الصيد حتى بالمناطق الحجرية، لتوفرها على حمولة زائدة في الأطراف السفلى تساعدها على التحرك بانسيابية في الأعماق بما فيها الأماكن الحجرية التي تعرف نشاطا لتكاثر الأحياء البحرية.
وقالت ذات المصادر أن هناك تفاوت في حصيلة البواخر مبرزة أن الرحلات التي تمت على مستوى المنطقة B جنوب المنطقة الجنوبية والممتدة إلى حدود المغرب مع موريتانيا، أثمرت صيدا مهما وكانت حصيلتها أفضل من البواخر التي إستقرت رحلاتها في المنطقة A التي إصطدمت بالظروف المناخية الصعبة التي طبعت هذا الموسم وكذلك إنتشار صغار الأخطبوط، وهي كلها معطيات تدفع بالمستثمرين في قطاع الصيد بالأعالي إلى مسابقة الزمن، من أجل تحقيق ما فاتهم في الفترة التي إنقضت من موسم الصيد بالتحايل على الإدارة الوصية و إعتماد طرق غير مشروعة.
وحسب ذات المصادر فإن عدد كبير من الربابنة لا يستطيع الصيد في المنطقة B التي تحتاج لإمكانيات خاصة، وكدا المعرفة المسبقة بمجموعة من الأساليب المساعدة، خصوصا في التعاطي مع الوحل أو كما يسميه البحارة “الفانكو” لكون الشباك المصنوعة من الخيط الأخضر والثقيلة، سرعان ما يزيد ثقلها فيضطر طاقم الباخرة إلى رفعها في مدة قصيرة جدا لإزالة الوحل العالق بها.
كما أكدت المصادر أن السفن الصينية هي لا تستطيع العمل في هذه المنطقة، ما يتطلب التوفر على نظام شباك متطورة لتحصيل صيد مهم. وهو معطى دفع بالمجهزين إلى الضغط على الوزارة لفتح المناطق المحظورة لإنقاذ موسمهم، خصوصا في ظل الخصاص الحاد في السوق العالمية في منتوج الأخطبوط، حيث تعرف مختلف المصايد بالعالم نوعا من التقهقر في الإنتاج، وهو ما انعكس بشكل كبير على واقع الأثمنة التي إرتفعت بشكل غير مسبوق سواء في الأسواق المحلية وكذا الدولية.
وكانت وزارة الصيد البحري قد منعت في قرارها المنظم لموسم الأخطبوط الجاري، الصيد في الفترة الممتدمة من5 إلى 20 دجنبر الماضي بشكل مؤقت بمنطقتين بحريتين، فيما تم منع الصيد بصفة دائمة داخل ثلاثة مضلعات لحماية المناطق الصخرية على الشكل التالي.