التيارات الساحبة… خطر خفي يهدد الأرواح بشواطئ الصيف

0
Jorgesys Html test

مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الإقبال على الشواطئ خلال موسم الصيف، تتحول السواحل إلى وجهة مفضلة للراحة، الاستجمام، وممارسة الرياضات البحرية. غير أن هذا الإقبال المتزايد غالبًا ما يُصاحبه غياب الوعي بمخاطر حقيقية قد تكون كامنة في مياه البحر، وعلى رأسها التيارات الساحبة، التي تُمثل أحد أبرز الأخطار التي تهدد سلامة السباحين، حتى المتمرسين منهم. ورغم ما تُوفره أغلب الشواطئ من خدمات الإنقاذ والرايات التحذيرية، فإن التيارات الساحبة (Rip Currents) تظل غير مرئية للعين المجردة، وقد تظهر في مناطق تبدو آمنة وهادئة للوهلة الأولى. ولأهمية هذا الموضوع نعيد نشر وتحيين مقال سابق كان قد أعده للبحرنيوز  محمد الحو المهتم بالأرصاد الجوية.

الصورة تقريبية من real-sciences.com

 التيارات الساحبة ..  على سبل التعريف 

توضح الصورة المبيانية  كيف تتشكل التيارات الساحبة. وهي تيارات مائية قوية تبدأ بالقرب من الشاطئ وتتجه نحو عمق البحر بسرعة قد تصل إلى 2.5 متر في الثانية (أي حوالي 9 كلم في الساعة)، وهي سرعة قد تتجاوز قدرة أمهر السباحين. وتتشكل هذه التيارات عادة في المناطق التي تكون فيها الأمواج قوية ومتتالية، ما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من المياه على الشاطئ.

وعندما تبحث هذه المياه عن طريق للعودة إلى البحر، فإنها تندفع بقوة عبر فتحات أو قنوات ضيقة بين الرمال أو الصخور، مشكّلة تيارًا قويًا يندفع بعيدًا عن الساحل. حيث يزداد خطر هذه الظاهرة كلما كان البحر هائجًا، أو عند حدوث الجزر، حيث تساهم حركة المياه العائدة في تعزيز قوة التيار الساحب.

ويمكن للمرء أن يجد هذه الظاهرة على طول المحيط والبحيرات الكبرى. ومن المسلم به عموما أن التيار الساحب يكون في المناطق التي يبدو فيها الماء أكثر هدوء من المياه المحيطة به ويكون لونه قاتما أحيانا ولا توجد به أمواج مما يغري المصطافين بالسباحة فيه. كما أن الطقس الجميل لا يعني دائما أنه من الآمن السباحة دون أخذ الاحتياطات اللازمة، ولا حتى اللعب في المياه القريبة من الشاطئ، فالتيارات الساحبة غالبا ما تتشكل في الأيام المشمسة.

علامات فارقة تحيل على وجود تيار ساحب

من الضروري أن يتعرف المصطافون على المؤشرات البصرية التي قد تنذر بوجود تيار ساحب، ومنها ، ممر مائي ضيق مضطرب يتحرك نحو البحر ويبدو أكثر هدوءًا من المناطق المجاورة. وتغيّر واضح في لون المياه، يكون عادة أغمق بسبب العمق أو الطين المحمول. مع وجود خطوط من الزبد أو الطحالب تتحرك بشكل مستقيم نحو البحر. وظهور فراغ في الأمواج حيث تنكسر الأمواج على الجانبين دون أن تتكسر في المنتصف.

فإذا وجد المصطاف نفسه وسط هذه العلامات فهو  حتما وسط تيار ساحب.  وفي هذه الحالة يبقى التصرف الهادئ والحكيم  الفارق بين الحياة والموت. وبالتالي يجب على الواقع في هذا المأزق أن لايصاب  بالذعر، فالتيار الساحب لا يسحب إلى القاع، بل يدفع بعيدًا عن الشاطئ. حيث تتم التوصية في هذه الحالة بعدم السباحة عكس التيار مباشرة، لأن ذلك يُرهق الضحية ويقلل فرص النجاة. وإنما وجبتالسباحة بشكل موازٍ للشاطئ حتى يتم الخروج من نطاق التيار، ثم العودة تدريجيًا نحو البر. فإذا لم يستطع المصطاف السباحة، فليحاول البقاء طافيًا على الظهر والحفاظ على الطاقة.مع التلويح باليدين لطلب المساعدة بصوت عالٍ لجذب انتباه المنقذين أو من حوله.

السلامة مسؤولية مشتركة

وتؤكد السلطات الساحلية والجمعيات البيئية على ضرورة التزام المصطافين بتعليمات الوقاية، واحترام الرايات المُعلّقة على الشواطئ (الخضراء للسباحة الآمنة، الصفراء للحذر، والحمراء للمنع الكلي من السباحة). كما يُنصح بعدم السباحة في المناطق غير المحروسة، ومراقبة الأطفال عن كثب، خصوصًا في فترات المد والجزر. وفي حال الشك في وجود تيار ساحب، يُفضل تجنب السباحة نهائيًا في تلك المنطقة.

ولا يتعارض  الاستمتاع بجمال البحر مع احترام قواعد السلامة يشير المهتمون. فيما تبقى التوعية بالمخاطر الخفية مثل التيارات الساحبة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، مفتاح لضمان  صيف آمن ومبهجًا للجميع. لاسيما أن البحر يمنح الفرص في الإستجمام الممتع، لكنه لا يرحم من يستهين بقوته.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا