خلف تفريغ صناديق محدودة جدا من أسماك الأنشوبة من طرف مراكب الصيد الساحلي صنف السردين امس الأحد 13 ابريل 2025 بميناء الجبهة، نوعا من التفاؤل في صفوف المنظومة المهنية العاملة، لاسيما وأن ظهور الرشم بلغة الفاعلين المهنيين ، يوحي بتطور المصطادات مع توالي الأيام وإستقرار الأحوال الجوية المحلية. وذلك بعد أن غابت هذه الأسماك عن شباك الصيادين لأشهر منذ الصيف الماضي .
وتراوحت المفرغات المحدودة جدا من طرف المراكب حيث كان أقلها 5 صناديق لدى أحد المراكب و8 صناديق وقرابة 50 صندوقا لدى مركب ثالث. ليكون بذلك حجم المفرغات من هذا النوع من الأسماك السطحية الصغيرة هو 63 صندوقا، إتسمت في حجمها التجاري بالمتوسطة في حدود 58 وحدة في الكيلوغرام، كحصيلة رحلات صيد لثلاث مركب من أصل أربعة مراكب تنشط بميناء بالجبهة، حيث بلغت قيمة الصندوق الواحد 250 درهم، وهو مشهد أثار بهجة الفاعلين المهنيين، بالنظر لغياب هدا الصنف البحري عن المنطقة منذ شهر غشت من العام الماضي.
وأكد عبد الله البازي عضو الغرفة المتوسطية وأحد مجهزي مراكب الصيد الساحلي بالمنطقة، ان الساحة البحرية تئن تحت وطاة ضعف المردودية البحرية، بفعل تراجع المصايد البحرية نتيجة مجموعة من العوامل، منها البشرية والبيئية، خصوصا خلال الموسم الشتوي، الذي تحمل معه الوديان مجموعة من رواسب الأزبال والسموم التي تصب جلها بسواحل البحرية. وهو الأمر الذي أثر على تكاثر الأنواع البحرية، ناهيك عن العوامل الطبيعية المتمثلة بالأساس في الهجمات المتكررة للدلفين الأسود على المحصول السمكي خلال الرحلات البحرية.
وأبان المتحدث في مسترسل حديثه مع جريدة البحرنيوز، ان اغلب مراكب الصيد الساحلي صنف السردين، تشق طريق رحلتها البحرية لأميال بعيدة تتجاوز 50 الى 60 ميلا، على أمل مصادفة شباكها للأسماك السطحية الصغيرة الغائبة عن سواحل المنطقة لشهور عدة، إلا أنها تساير عملها البحري رغم الصعوبات المادية يقول البازي، من خلال استقطاب أسماك البوقة، بمعدل 10 إلى 15 صندوقا من هدا الصنف من الأسماك خلال الرحلة البحرية، و هي الظاهرة التي باتت تتقاطع مع ما اعتاده مهنيو الصيد، خصوصا ان مصايد الجبهة كانت تجود بمختلف الأسماك السطحية الصغيرة على بعد أميال قليلة من السواحل البحرية.
إلى ذلك أشار مصدر المهني، أن ميناء الجبهة يعرف نشاط أربعة مراكب للصيد الساحلي، بعد أن هاجرت باقي المراكب إلى موانئ أخرى، بسبب الضغط المهني والخسائر المادية المتواصلة على مدى سنوات، نتيجة هجمات أسماك النيكرو على شباك الصيادين ، و تراكم الديون، التي يغديها ارتفاع أسعار مجموعة من المواد الاساسية، المؤنثة للرحلة البحرية، خصوصا منها الطاقة ومعدات الصيد. فيما أبانت المصادر في ذات الصدد ان المراكب الأربعة ظلت ملازمة للميناء، على امل تحسن الوضعية البحرية مستقلا .