غيرت قوارب الصيد التقليدي بالجبهة وجهتها من الصيد الى النقل السياحي، بعدما شهد المرفق البحري توافد أعداد غفيرة من السياح المغاربة والأجانب، لاكتشاف المؤهلات البحرية و الجبلية بالمنطقة كتقليد يتكرر كل صيف.
و سجل الميناء نشاطا متزايدا لنقل السياح في جولات بحرية من طرف قوارب الصيد التقليدي، بعد مباركة الجهات المسؤولة بالمنطقة عمل القوارب في تنشيط الجولات السياحية البحرية، وفقا لمجموعة من الضوابط التنظيمية، حيث يساهم هذا النشاط الموسمي، في خلق مناصب شغل لفائدة بحارة الصيد التقليدي خلال الموسم الصيفي الحالي، في ظل الركود الاقتصادي الذي تعيش على وقعه الساحة المهنية، الذي ادى ببعض القوارب إلى توقيف نشاطها في انتظار تحسن المصيدة .
وكشف نجيب أحناش رئيس تعاونية سيدي يحيى الورداني للصيد التقليدي بالجبهة، ان عدد العاملين على ظهر قوارب الصيد “السياحية” بداية الموسم الصيفي لم يتجاوز تعدادها ستة قوارب، الا ان تزايد طلبات السياح والمصطافين لخوض تجربة الجولات السياحية البحرية بالمنطقة على ظهر قوارب الصيد التقليدي، ناهيك عن التنظيم المحكم للسلطات المحلية بالمنطقة، ساهم في رفع عدد القوارب الى 40 قارب تنشط بالسياحة البحرية جلهم بحارة ينتمون لقطاع الصيد التقليدي بميناء الجبهة، دفعتهم الظروف البحرية المتجلية في محدودية المصطادات السمكية، إلى تغيير وجهة نشاطهم المهني، بحيث أضحت فئة منهم اليوم ترافق السياح ، ومنهم من يساعد السياح لركوب قارب، و غيرهم من العملين بمجال السياحة البحرية التي فتحت الافاق أمام باب رزق جديد لهده الفئة البحرية.
وأوضح احناش في ذات الصدد، أن العاملين على ظهر القوارب، قد رحبوا بالإجراءات التنظيمية والتنسيقية الجديدة، التي ستحد من العشوائية التي كانت تطبع الجولات السياحة البحرية بميناء الجبهة، إذ همت الإجراءات التنظيمية حسب قول الفاعل الجمعوي، ارتداء السياح لسترة النجاة، باعتبارها ضرورية تدخل في السلامة البحرية، مع ضبط أعداد السياح المفروض تواجدهم على متن القوارب السياحية في 7 أفراد، بحيث لا يتجاوز ثمن الجولة السياحية من 45 دقيقة 150 درهما. فيما حدد ثمن الجولة السياحية التي تشمل الذهاب في الصباح للشاطئ والعودة منه في المساء 250 درهما.
وأكد الفاعل الجمعوي، أن الإجراءات التنظيمية والتنسيقية الجديدة، تتم تحت تأطير وإشراف كل من السلطات المحلية، و الدرك الملكي والإدارات المينائية المتمثلة في الوكالة الوطنية للموانئ و مندوبية الصيد البحري ، وذلك بغرض إنجاح هذا النشاط، والرفع من مردوديته المالية، التي من شأنها إنعاش مداخيل بحارة الصيد التقليدي بالمنطقة.
وسجل المصدر أن النقل السياحي ارتبط بالذاكرة البحرية و الثقافیة للمنطقة، وهو نشاط متوارث بعد أن ظل سكان المنطقة منذ عقود ، يواظبون على الخروج في رحلات جبلية وبحرية ، خلال موسم الصيف، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة. حيث اعتادت قوارب الصيد المحلية على تغيير نمط نشاطها مع كل صيف. إذ لا يمكن لأي دخيل على الميدان، معرفة تضاريس وأسرار المنطقة البحرية والجبلية، الأمر الذي يزداد الطلب من طرف المصطافين والسياح على قوارب الصيد التقليدي دون غيرهم.
وأشار رئيس التعاونية ، ان موسم الصيف والسياحة البحرية المطبوعة بخصوصياتها الجبلية، يعدان الملاذ الوحيد للرفع من المستوى المالي لبحارة المنطقة، لاسيما في ظل استمرار الأزمات والإرهاصات المختلفة ، هدا و تتعدد الواجهات البحرية و الجبلية بمنطقة الجبهة ، يتم خلالها توجيه السياح إليها من قبيل الصخور الجبلية التي تميز المنطقة، والمغارات البحرية، كمغارة “عبد الكريم الخطابي” ومغارة “مرسى الدار”، والأحواض البحرية والمناطق الشاطئية بين الصخور الجبلية من قبيل “بلايا 1” ، و “مونكا “2 ….