مناوشَاتٌ متكررةٌ باتتْ تحتدم بين الصيَّادِين المغاربة ونظرائهم الإسبَان في عرض البحر، سواء عبر تبادل للتهديدات اللفظيَّة، أو تراشق بالحجارة والقنينَّات، حتَّى أنَّ الصيادين الإسبانيِّين لمْ يتردَّدُوا في طلبِ حماية السلطات ببلادهم، ممَّا يقُولون إنَّها اعتداءاتٌ تطالهم من الجانب المغربي.
الاصطدَام الأخير جرَى، الإثنين الماضِي، فِي ساحل قادِش، حيثُ تروِي مصادرُ إسبانيَّة، أنَّ الصيادِين المغاربة هجمُوا مرتين، على نظرائهم الإسبان، بزجاجاتٍ حارقة، والحجَارة، مع إطلاق وابلٍ من السباب، بغرضِ دفعهم إلى التراجع من المنطقة التِي كانُوا يصطادُون بهَا السَّمك.
ووفقًا لمانوِيل باشيكُو، مالكُ إحدى السفن الإسبانيَّة، فإنَّ الصيَّادِين المغاربة كانتْ تحدوهم رغبة في إحراق السفن الإسبانيَّة من خلال هجومهم، وإلحاق الأذَى بها، فيما كانُوا يرمُون بالحجارة. “إنَّهم لا يسمحُون لنَا بالصَّيد في مياه المغرب، بلْ إنَّهم حاولُوا أنْ يوصلُوا قواربهم إلى المياه الإسبانيَّة، كأنَّ بهم يترصدُون بنَا’، يستطردُ لويس بلترَان، المسؤول عن سفينة أخرى.
في غضون ذلك، أطلق الحرسُ المدنِي في إسبانيَا تحقيقًا حول الأسباب التِي تقفُ وراء التوتر بين الصيادين المغاربة والإسبان، حتَّى أنَّ مناوشاتهم تكررتْ في ظرفٍ لا يتخطَّى عشرة أيَّام. مسؤول إحدَى السفن يقُول إنَّ الحرس المدنِي الإسبانِي سوَّغَ عدم تدخله، لكون الاصطدام جرَى في المياه المغربيَّة، وأنَّه لمْ يكن من الممكن اختراقها، لفضِّ المشكل، فِي حين يؤكدُ الصيادُون الإسبان أنهم كانُوا بالمياه الإسبانيَّة.
عن الجانب الإسبانِي، أدانَ كلٌّ منْ مندوب حكومة الأندلس، كارمن كريسبُو، ومساعد الحكومة في قادش، خافيير تورِي، ما اعتبراهُ جمودًا من المغرب وإسبانيَا معًا إزَاء تكرر المناوشات بين صيَّادِي البلدين، ذاهبين إلَى أنَّ على كلِّ طرفٍ أنْ يتحمَّل المسؤوليَّات المترتِّبَة عنه في بروتوكُول الصَّيد البحرِي”.
وفِي انتظَار عرض الإشكَال على المستوى الرسمِي بين المغرب وإسبانيَا، يطمحُ الاتحاد الأندلسِي لجمعيَّات الصيادِين بقادش، إلى تحديد موعدٍ يلتئمُ فيه الصيادُون المغاربة ونظراؤُهم الإسبان، منْ أجل بحثِ سبل معالجة التوتر الأخير، قبلَ أنْ يتحوَّل إلى خلافٍ قدْ يسممُ العلاقات بين الرباط ومدرِيد، اللتين استطاعتَا تجاوز جملة من الخلافات، ودفع علاقاتهمَا بقوَّة، الصيف الماضي، مع زيارة العاهل الإسبانِي فيليبي السادس، إلى الرِّباط.
هشام تسمارت نشر في هيسبريس