الحزن يخيم على الساحة المهنية بالداخلة برحيل “الحسين الخو” أحد الربابنة المخضرمين الذي وافته المنية بالسواحل المحلية

0
Jorgesys Html test

تعيش الساحة المهنية بميناء الداخلة على وقع الصدمة، في أعقاب الموت المفاجئ الذي باغت ربان الصيد الحسين الخو بسواحل المدينة في الساعات القليلة الماضية.

وقالت مصادر محلية بالداخلة أن الربان الذي إنطلق رفقة طاقم الصيد على متن مركب الصيد الساحلي صنف السردين ” إيدوسكا ” بعد ظهيرة أمس الثلاثاء، كان على درجة عالية من الحماس كعادته دائما، حيث ظل يشارك أخبار رحلة الصيد مع زملائه في المهنة عبر الإتصال على جهاز الراديو خطوة بخطوة ، قبل أن يباغته نوع من الألم ، حيث سارع إلى إخبار أحد اشقائه بكونه في حالة غير طبيعية ، ليلفظ أنفاسه فيما بعد مسلما الروح لبارئها وسط دهشة مكونات الطاقم البحري، الذي يضم ضمن تشكيلته إثنان من أشقائه المنحذرين من جماعة إمسوان شمال مدينة أكادير على الشريط الساحلي في إتجاه الصويرة.

وإضطر المركب إلى قطع رحلته والعودة إلى الميناء ، حيث إختفى الحماس ليحل محله التدمر والحزن ليعتلي محيا طاقم الصيد ، الذي لم يستفيق من هول الصدمة، إلا على أصوات السلطات المختلفة “إنا لله وإنا إليه راجعون .. كيفاش مات؟ بعدما ظل مختلف المتدخلين من سلطات وإدارة ومكونات مهنية ينتظرون وصول المركب، لمعرفة تفاصيل ووقائع الوفاة من مكونات المركب، الذي شاهدوا تفاصيل الواقعة. فيما تؤكد الأصداء القادمة من الميناء أن الفقيد كان يعاني من إشكالية إرتفاع الضغط، أو ما يعرف ب”الطونسيو” حيث ظل  يستعمل أدوية على شكل حبوب بشكل منتظم ، لمواجهة الحالة المرضية. فيما أثيرت إشكالية حقيقية بعد وصول المركب، بالنظر لغياب الطبيب، حيث فشلت إتصالات الفاعلين في العتور على طبيب لمعاينة حالة الوفاة على ظهر المركب كما هو جار به العادة، ليتم إجلاء الجثة في إتجاه سرية الدرك الملكي ، ومنها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي على متن سيارة لنقل الأموات. 

وقال عبد الرحمان بوطلتست جمعية وادي الذهب للصيد البحري والمحافظة على البيئة  في نعي للفقيد، حقا قد فقدنا روحا عزيزة وزميلا مخضرما، فهو من خيرة الربابنة، سواء بمساهماته الإنسانية، حيث ظل الراحل رقما مهما في الإنفاق والإحسان ، ولم يتأخر يوما على مختلف المبادرات التي يتم إطلاقها من طرف المهنيين، فإسمه ظل يعتلي المراتب المتقدمة في اللوائح ، فيما من حيث الحنطة فهو “رايس” بمعنى الكلمة ، عارف بخبايا المهنة، ومتفوق في التعاطي مع المصايد ومعدات الصيد، ولا يفرط في حقه في الصيد فهو مدرسة في سنه الخمسين، بل أكثر من ذلك فطاقمه يتحدث عنه، على إعتبار أن المركب يعرف إستقرارا من حيث العنصر البشري ، الذي يبقى مرتبطا بالمصور ونجاعة الرحلات البحرية.

وسجل عبد الرحمان بوطلتست من موقعه أيضا كعضو بجمعية إنقاد الأرواح البشرية بالبحر، أن الجمعية على إستعداد لمواكبة أسرة الراحل في نقل الجثمان من الداخلة إلى مسقط رأسه. فيما عبر المصدر عن تعازيه الخالصة بإسمه الخاص وبإسم كل الموكنات المهني بميناء جهة الداخلة وادي الذهب للأسرة الصغيرة للفقيد ، ومعه الأسرة المهنية عموما في هذا المصاب الجلل، داعيا في ذات السياق للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولأسرته بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .

ويعاني معظم الربابنة من ضغوطات نفسية رهيبة في السنتين الآخيرتين ، لاسيما وأن الربان يعد المسؤول الأول على الصيد وعلاقته بالطاقم وكذا الإدارة والمجهز، وبالتالي فالأزمات التي عرفتها مصايد السردين في السنتين الآخيرتين، أرخت بضلالها على الوضعية الصحية للربابنة، ومعهم البحارة ، فكثير منهم يعاني اليوم اليوم من ضغوطات نفسية، تسببت في أمراض مزمنة لتلّة منهم، من قبل الطونسيو والسكري، وغيرها من الأمراض التقليدية المنتشرة في قطاع الصيد، حيث تؤكد الأصداء المهنية أن ربان الصيد، ظل يتحمل الكثير من التحديات، بإعتباره يتموقع في فوهة البركان ، فهو مطالب بتهدئة طاقمه ، وغرس الأمل نظير الأزمات، كما أنه مطالب بمواجهة المجهز، وفوق ذلك الإدارة والسلطات .. وغيرها من التحديات التي تفرض على الربابنة أخذ الحيطة والحذر، حيالة صحتهم، وتنظيم برنامجهم اليوم بشكل يخرجهم من دائرة الضغط.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا