شيع الآلاف من ساكنة الحسيمة والمدن الشرقية عصر اليوم جتمان الراحل محسن فكري تاجر السمك،الذي لقي حتفه بعد ظغطه ليلة أول أمس الجمعة داخل شاحنة لجمع النفايات.
وكانت جنازة الضحية قد إنطلقت من المستشفى الإقليمي صباح اليوم متوجهة إلى مسقط رأسه بمدينة إمزورن التي كان من المرتقب ان توارى بها جثمان الضحية بعد صلاة الظهر غير أن المسار الذي إتخده موكب الجنازة أخر مواراة جثمان الفقيد الترى إلى ما بعد صلاة العصر.
و عرف مراسيم الجنازة احتجاجات قوية لأبناء المنطقة على الطريقة المفجعة التي ودع بها الضحية الحياة ، حيت ظل المشيعون يرددون هتافات “لا إله إلا الله محمد رسول الله” و”لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”، فيما شوهدت العديد من النساء ممن لم يتمكن من الالتحاق بالمسيرة وهن يرفعن شارات النصر والتوحيد مع زغاريد الفرح بما وصفنه الشهادة؛ وهي المشاهد التي استسلم أمامها عديد من المشيعين للبكاء.
وحرك الحادث العديد من الجمعيات الحقوقية بمختلف مدن المملكة التي إنتظمت في وقفات إحتجاجية يومه الأحد رفعت من خلاله شعرات شاجبة ومنددة بالحادث، مطالبة في دات السياق بتعميق البحث في هذه القضية وتقديم المتورطين فيها للقضاء لما عرفته من تجاوزات يجب الوقوف عندها بشكل عميق، سيما ان الحادث شكل تهديدا لإستقرار المنطقة وكدا المصالح العليا للبلاد.
وحري بالذكر أن الملك محمد السادس، الذي يتواجد حاليا في عطلة خاصة يقضيها في رحاب جزيرة زنجبار بتنزانيا، أعطى تعليمات صارمة إلى وزير الداخلية، من أجل التحقيق في واقعة محسن فكري. كما طالب بمحاسبة كل من ثبت تورطه في تلك الحادثة المفجعة.
إلى ذلك أفادت وزارة الداخلية، ضمن بلاغ لها، بأن العاهل المغربي أصدر تعليماته إلى محمد حصاد، وزير الداخلية، للتوجه، اليوم الأحد، إلى مدينة الحسيمة لتقديم تعازي ومواساة الملك إلى عائلة المرحوم، وهي الزيارة التي رافقه فيها الشرقي اضريس، الوزير المنتدب في “الداخلية”.
و أورد البلاغ أن “حصاد أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية السامية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته”.
و في موضوع متصل كان التقرير الطبي الصادر بعد عملية التشريح الطبي لجثة المرحوم محسن فكري ، قد أفاد أن سبب الوفاة كان نتيجة لنزيف داخلي لجسده بسبب جروح داخلية، أفرزت تجمعا للدم والهواء داخل رئتيه، والذي يؤدي في العادة إلى الاختناق.
كما أكد التقرير تعرض محسن فكري لخمسة كسور على مستوى الأضلاع العليا من قفصه الصدري، مع جرح قرب الإبط الأيسر بعرض سنتمترين وعمق 5 سنتمترات؛ وذلك نتيجة للضغط الذي تعرض له “سماك الحسيمة” داخل الشاحنة والذي أضر بالعديد من الأعضاء الداخلية لجسمه.
