يسود قلق وتوجس كبيرين لدى الفاعلين في صنف صيد الأخطبوط إدارة ومهنيين مجهزين وربابنة، جراء التراجع في مصطادات الأخطبوط بالمنطقة C (جنوب خط 26 درجة 24 دقيقة شمالا)، وإن كان أغلب المعنيين بهذا الصنف من الصيد يعزون ذلك إلى التقلبات الجوية (المنزلة)، إلا أنه في نظرنا المتواضع يبقى هذا المعطى ليس مبررا رئيسيا لتوالي هذا الإنحدار في مبيان (courbe) مصطادات الاخطبوط .
ولا يجادل صيادان في دور الأحوال الجوية ( المنزلة ) في عمليات الصيد بكل اصنافها، لكن هناك عامل أخر لا يقل أهمية عن ذلك يكمن في التوازن البيئي في الأعماق بين الاحياء المائية؛ ورغم التطور العلمي في دراسة الأعماق إلا أن لله في خلقه شؤون.
مخطط تهيئة مصيدة الاخطبوط لسنة 2004 جنوب بوجدور في ديباجة الصيد التقليدي، سمح للقوارب الصيد في عرض 5 اميال مابين 3 و 8 اميال بحرية من الساحل، لكننا اليوم نراها في 20 و 30 و 40 ميل بحري من اليابسة ؛ أليس هذا مؤشرا واضحا على أن المشتل التاريخي والرئيسي لتوالد الأخطبوط وتكاثره على ساحل يفوق طوله 400 كلم من 25 درجة 20 دقيقة شمالا حتى 22 درجة 20 دقيقة شمالا، من (رأس كارني حتى رأس بارباس) ما دون 12 ميل بحري هجره الأخطبوط، منذ إعتماد نظام التتبع، والمراقبة للمراكب والسفن عبر الاقمار الإصطناعية؟
وفي إستطلاعات ميدانية أجريتها شخصيا، يجمع أغلب ربابنة وبحارة قوارب الصيد التقليدي بجهة الذاخلة واذ الدهب، أن هذه المناطق الشاسعة الممتدة على مسافة اكثر من 400 كلم، والتي حددتها في عرض هذا المقال قد هجرها الأخطبوط، واستولت على اعماقها أسماك الراية والبورو، بمخزونات هائلة. وهذا قد يضعنا اوتوماتيكيا في صحة فرضية أن هذه الأصناف، قد تقتات وتفترس يرقات larves الأخطبوط، الذي كانت هذه المناطق أعشاشه الرئيسية عبر السنين. وهذا فقط غيض من فيض، إذن كيف سيفسر لنا خبراؤنا في المعهد الوطني INRH هجرة الاخطبوط لأعشاشه الأصلية على مدى عقود من الزمن ….؟
فعندما كنا ننتقذ الإدارة ممثلة في المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، في عدم التنسيق المتواصل مع الربابنة كنا نعي ما نقول، لأن الممارسة الميدانية اليومية يمكنها أن تمنح لخبراء المعهد كنزا ثمينا من المعطيات، وتوظيفها بالطريقة المثلى، سيقود إلى بناء قناعات بمكن بلورتها في قرارات تخدم المصايد ..!
كتبها للبحرنيوز عمار الحيحي النائب الاول و الناطق الرسمي الكنفدرالية العامة لربابنة و بحارة الصيد الساحلي بالمغرب .
