بات في حكم اليقين إقتناع دوائر القرار بجدوى تنزيل مخطط لتهيئة مصيدة الجر شمال سيدي الغازي ( سيدي الغازي 26 24 درجة شمالا – مير اللفت 29 30 درجة شمالا )، بعد سنوات من إلحاحنا على أنه لا سبيل عن ذلك. حيث سيكون بمثابة المفتاح المفقود لحل مجموعة من الإكراهات، التي يواجهها أسطول الصيد الساحلي بالجر بالجنوب، والتي ما فتئت تستعصي موسما بعد آخر خصوصا في العقد الأخير .
بلورة وتنزيل مخطط شمال سيدي الغازي، ليس بالأمر الهين كما يبدو إذا لم تسبق ذلك رغبة وإرادة سياسية وإدارية ومهنية صادقة. وذلك لن يتأتى إلا بتكاتف جهود الجميع، كل من موقعه مع ما يتطلب ذلك من تضحيات جسام، حتى ينضج هذا الحلم المهني، ليقطف الجميع ثماره. ولنا في التجربة الناجحة لمصيدة الاخطبوط جنوب سيدي الغازي خير مثال على ذلك .
ما يجهله الغالبية العظمى من مهنيي الصيد الساحلي بالجر، أن مخطط تهيئة مصيدة الأخطبوط لسنة 2004 والساري المفعول به إلى يوم الذين، هذا كان حينها بمبادرة من جمعية أرباب الصيد بأعالي البحار APAPHAM حيث نجحت في إقناع دوائر القرار، بخطورة ما تشهده مصيدة الأخطبوط جنوب بوجدور من إستنزاف و دمار. قد يؤدي إلى إنهيار إستثمارات الصيد بأعالي البحار. ومن تم نضجت الفكرة حتى أصبحت على ما نراه اليوم من نجاح باهر، حيث مبيعات سفن الصيد بأعااي البحار وصلت أرقاما قياسية تاريخية، لم تسجل منذ نشأة الأسطول في نهاية سبعينات القرن الماضي. وهذا لم يكن إعتباطا، بل بعمل علمي مدروس و تضحيات جسام، لم تأتي من فراغ. حيث كان تقليص مجهود الصيد Reduction de l’effort de peche ، عصب الرحى في المخطط المذكور……!
الوعي المهني أساسي لنجاح أي إستراتيجية أو مخطط. وما لم ينخرط المهنيون برغبة صادقة في ترجمته والإلتزام ببنوذه، فلن يحالفه النجاح. لكن تبقى جيوب المقاومة resistance حجر عثرة دائما، في أحدية الطامحين إلى تغيير المنظومة. ولنا في تجربة الصناديق البلاستيكية وأجهزة الرصد والتتبع بالساتل، خير مثال على ما نقول. حيث أثبتث الممارسة المهنية جدوى وفعالية هذين البرنامجين …!
مخطط علمي دقيق في المنطقة الممتدة من مير اللفت شمال سيدي إفني حتى سيدي الغازي، يحضى بالإستقلالية الكاملة جملة وتفصيلا عن نظيره جنوب سيدي الغازي. من شأنه أن يحل مجموعة من الإشكاليات المستعصية من سبيل تخفيف الضغط الرهيب، على مصيدة الأخطبوط جنوب سيدي الغازي، والإكتضاض العبثي غير المقبول الذي يعرفه ميناء العيون. وقد يكون مفتاحا للتنمية المفقودة بالمنطقة. حيث ستنتعش موانئ سيدي إفني؛ طانطان وطرفاية.
نقول لأولئك الذين يضعون العصى في العجلة، و يقاومون نشأة هذا المخطط الحلم، موظفين الجانب الإجتماعي كحق أريد به باطل، بأن إحصائيات مبيعات مراكب الصيد بالجر المسجلة بأسواق السمك التابعة للمكتب الوطني للصيد ONP، في فترة الراحة البيولوجية لصيد الأخطبوط، حيث يسمح لها ممارسة نشاطها شمال سيدي الغازي بان 90% من المبيعات، لا تغطي حتى رحلات الصيد. حيث فطن جل البحارة لهذا الأمر، فاصبحوا يغادرون المراكب مباشرة، بعد إنتهاء مواسم صيد الأخطبوط. وعليه لم يعد هناك متسعا من الوقت للمناورة ……!!!
كنبها للبحرنيوز : عمار الحيحي النائب الأول والناطق الرسمي للكنفدرالية العامة لربابنة وبحارة الصيد الساحلي بالمغرب .