شدد أطباء ومهتمون بالطب البحري أول أمس الجمعة 08 دجنبر 2017 بالداخلة، على ضرورة انشاء تكوين متخصص في طب الشغل، مع التعجيل باطلاق دراسة ميدانية حول الامراض المهنية الخاصة برجال البحر .
وتم تدوين هذين المطلبين إلى جانب مجموعة من التوصيات، في ختام أشغال الدورة الرابعة لمؤتمر الجمعية المغربية للطب البحري، الذي نظم بمقر الغرفة الأطلسية الجنوبية بالداخلة، تحت شعار ” الطب البحري في خدمة رجال البحر “. حيت أكد المتدخلون على الإعتناء بالصحة البحرية، وتعزيز أساليب الحماية والوقاية لدى البحارة، عبر تطعيم أجسادهم بمجموعة من التلقيحات، الرامية إلى تحصين السلامة الصحية لدى رجال البحر كشريحة تساهم بشكل كبير في إقتصاد البلاد.
وثمن المتدخلون المنتمون الى هيئات وطنية ودولية تعنى بقطاع الصحة البحرية، خطوة المغرب بإنشاء وحدات صحية داخل موانئ المملكة، داعين في ذات السياق إلى تعميم هذه التجربة على مختلف القطاعات الإنتاجية بالبلاد، سيما بعد ان أثمرت التجربة، التي تعد ثمرة شراكة بين قطاعي الصحة والصيد البحري، مجموعة من النتائج الإيجابية، ما يجعل فرص نجاحها في قطاعات أخرى مضمونة إلى حد بعيد .
وحسب طارق غيلان رئيس الجمعية المغربية للطب البحري، فإن تأكيد المؤتمر الذي نظم بالداخلة بشراكة مع غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية، على أهمية إطلاق تكوين في طب الشغل ، يأتي إنسجاما مع الأهمية التي يحضى بها هدا النوع من الخدمات. وذلك في ظل تزايد الإقبال عليها من طرف المتدخلين ، سيما في القطاع البحري، داعيا الجهات الوصية إلى التفاعل مع هذا المطلب الجوهري لكون غياب تكوينات خاصة بأطباء الموانئ، يجعل عملية الحسم في حالة ما و اتخاذ التدابير اللازمة أمرا مستعصيا، نظرا لاختلاف التكوينات و غياب رؤية موحدة لدى جميع أطباء الموانئ.
وإلتمس غيلان من وزارة الفلاحة والصيد البحري الدفع بالتوصية ، والمساعدة في تنزيلها على أرض الواقع ، خصوصا أن الاطباء بالوحدات الطبية لرجال البحر، هم تابعون من الناحية المادية وفق ذات المصدر، لهذه الوزارة،. هذه الآخيرة التي ظلت حسب رئيس الجمعية، تعبر عن استعدادها للإنخراط في هذا الورش. لكن المطلوب يقول عضو اللجنة العلمية للمؤتمر ، هو ترجمة هذا الاستعداد على ارض الواقع. وتفعيله في برنامج عمل تطبيقي.
وبخصو التوصية المرتبطة بالدعوة إلى إطلاق دراسة ميدانية للوقوف على مختلف الأمراض التي تصيب رجال البحر، أوضح رئيس الجمعية المغربية للطب البحري، أن هذا المطلب يأتي في ظل شح المعطيات، نظرا لقلة البحث العلمي في هذا المجال، خصوصا على مستوى كليات الطب، اللهم استثناءات قليلة في القطاع الخاص .
وأشار غيلان أن الأمراض المنتشرة لدى عموم البحارة تبقى معروفة لدى الأطباء المتخصصين على المستوى النظري، إذ هناك معرفة مسبقة بنوعية الأمراض، لكن تبقى الحاجة للبحث الابتمولوجي المغربي، لمعرفة اهم مرض بالبلاد، وتقصي أسبابه ، كخطوة تكتسي ضرورة ملحة ، حتى يتم تعزيز سبل العناية والوقاية بشكل إستباقي .
وتطرقت أشغال المؤتمر إلى مواضيع متفرقة همت مستجدات القوانين المتعلقة بالطب البحري على المستوى الوطني والدولي ، والطب البحري الخاص ببحارة الصيد البحري ، و موضوع التأهيل الصحي لبحارة الصيد، وكدا الغوص. كما شكل المؤتمر مناسبة لتقديم مستجدات الجمعية العالمية للصحة البحرية من طرف إيلونا دينسنكو رئيسة الجمعية ، التي ركزت في مداخلتها على أهمية البحت العلمي في مجال الطب البحري، كما بسطت أمام الحضور إنتظارات المنظمة من الاطباء المغاربة.
وتميزت الدورة الرابعة التي نظمت بشراكة مع مجموعة من المتدخلين، سواء في الشأن الصحي أو في العلمية الإنتاجية البحرية، بمشاركة وازنة وقوية لعدد من المتدخلين والمهتمين سواء بالمغرب أو بالخارج، كما هو الشأن لرئيسة الجمعية العالمية للصحة البحرية، إلى جانب ممثلة الجمعية الاسبانية للطب البحري، ورئيس قسم اطباء البحر في وزارة الملاحة والصيد البحري الفرنسية، وكدا مشاركة سبعة رؤساء لجمعيات مغربية متخصصة في الطب، خصوصا طب العمل و الأرغونوميا والطب البحري، فضلا عن حضور ممثلي الوحدات الطبية لرجال البحر، وعدد مهم من الأطباء الدين ينشطون في تخصصات مختلفة بالمغرب.