يعيش مهنيو الصيد الساحلي صنف السمك الصناعي أزهى أيامهم منذ بداية الموسم الجديد ، جراء تفريغ المراكب مئات الأطنان من الأسقمري منذ يوم الثلاثاء وإلى غاية اليوم الخميس وبكميات متفاوثة.
وقالت مصادر محلية أن حجم المفرغات يتجاوز 1200 طن في اليوم الواحد، وبأحجام تجارية مهمة، على درجة عالية من الجودة بمعدل وحدتين في الكيلوغرام ، وهي الأسماك التي وجدت طريقها لوحدات التصبير، لاسيما وأن هناك طلب قوي على هذا النوع من الأسماك السطحية الصغيرة.
وأفادت ذات المصادر أن الأثمنة المتداولة كانت قد إنطلقت من 9 دراهم للكيلوغرام، بالنظر لكونها أسماك لا تخضع لثمن مرجعي متفق بشأنه ، قبل أن يتم التوافق فيما بعد على 6 دراهم للكيلوغرام ، إسوة بالموانئ المجاورة. فيما فتح الرشم نفسية البحارة على المصيدة ، وكلهم أمل في أن تستمر السواحل المحلية بهذا السخاء لتحقيق مبيعات إستثنائية، على بعد أيام من حلول عيد الفطر المبارك.
وتبعث المصيدة المحلية بمؤشرات محفزة مع بداية الموسم، من حيث أسماك الإسقمري والشرن ، والسردين بشكل أقل، حيث يعول الفاعلون على موسم منتج، ينسي المهنيين مطبات الموسمين الماضيين، الذي يصم على أشهر عجاف، بعد أن حاصر العسر المصايد في الموسمين الآخيرين. فيما كان من نتيجة الشح الذي ميز المصيدة الإحتفاظ بأغلبية المراكب ال75 في الموسم الماضي، والتجديد لنفس اللائحة خلال الموسم الجاري ، على أمل تحقيق موسم إستثنائي، يعوض المهنيين شقاء السنتين الماضيتين.
وتواكب الإدارة الوصية هذه الإستفاقة التي تعرفها المصيدة بتدابير رقابية وإجراءات مواكبة، تروم تحفيز المهنيين للإدعان للقوانين المنظمة، وتشجيع الممارسات القانونية والناظمة، بما يضمن سلاسة التفريغ والتصريح والتسويق. فيما يحسب للإدارة تخليها في وقت سابق عن تسقيف حجم المصطادات للمراكب، وهي خطوة تم تبنيها قبل بداية الموسم الماضي، بما يتيح للمراكب إستقطاب أزيد من 50 طن في الرحلة الواحدة، في وقت كانت المراكب محاصرة بحجم 30 طن قبل سنوات. حيث ظل المهنيون يطالبون بإعادة النظر في إشكالية تسقيف مفرغات الرحلة الواحدة. وهو ما تفاعلت معه المندوبية، وفسحت المجال لإستقطاب ما يتم رفعه من مصطادات ، لمواجهة إشكالية المرجوعات ، وكذا السوق السوداء .
وكان المهنيون قد أكدوا على أهمية مراجعة التسقيف، بالنظر لكونه لا يتطابق مع المعطيات التقنية لرحلة الصيد، وكذا التحديات التي تواجهها المصيدة التي غدت مع تزايد حدة التغيرات المناخية الحاصلة ، تتسم بالمزاجية والشح. ويكون لها تأثير على عدم إنتظامية المفرغات ، حيث في كثير من الأحيان تعود المراكب من دون مصطادات ، أو بكميات تقل بكثير عن الحجم المرخص ، وهو ما يفرض على المراكب إستغلال الفرص حين ظهور الرشم، للتعويض عن ايام العطالة. وخلق نوع من التوازن على مستوى إستغلال الكوطا الموسمية . وكلها دفوعات تم تفهّمها من طرف الإدارة الوصية.