عاين الراغب حرمة الله رئيس المجلس الجماعي للداخلة بمنطقة فم لبير، نهاية الجزأ الأول من أشغال تأهيل وصيانة حصون الفورتي، المنجز من طرف جمعية السلام لحماية التراث البحري، بدعم من المجلس الجماعي للداخلة في اطار برنامج أوراش الذي أطلقه المجلس الاقليمي لوادي الذهب، واطلع رئيس الجماعة الذي ترأس مراسم اختتام المرحلة الأولى من أشغال هذا الورش، على مختلف مرافق المعلمة حيث قدم له رئيس الجمعية الشيخ المامي أحمد بازيد شروحات حول المشروع و كذلك على عمليات ترميم القوس التاريخي.
وأكد رئيس جماعة الداخلة ، في كلمة خلال حفل بمناسبة الانتهاء من أشغال ترميم الحصن الساحلي ” و “القوس التاريخي ”، أن هذه الزيارة تأتي للوقوف عن كثب على تطور المشروع، الذي يستند على مقاربة تشاركية في تفعيله ، ويندرج في دعم تأهيل هذه المعالم التاريخية في إطار رد الاعتبار للمؤهلات التراثية وحماية المعالم الأثرية بالمنطقة ودمجها في التنمية الشاملة، وفق مقاربة تشاركية تتقاطع فيها البرامج التي تخدم تطوير تراث المدينة، منوها بدور الجمعية في حماية هذا التراث.
وأفاد رئيس الجمعية الشيخ المامي أحمد بازيد في تصريح للصحافة ، إن هذه المبادرة تمثل صفحة جديدة لتعامل المجالس الترابية مع المعالم التاريخية بمدينة الداخلة، حيث كانت هذه المعالم التاريخية قد تعرضت لأعمال التخريب والاهمال وأغلبها في وضعية تأكل جد حرجة ، وشكل ضياع بعضها الاثر الكبير على التراث المادي في المنطقة، وطيلة عشر سنوات على اشتغلها في هذا الموضوع لم تلمس الجمعية تفاعلا معها من المجالس الترابية لصيانة المعالم قبل هذه المبادرة، التي تشكل بادرة أمل لحماية هذا التراث المادي المشترك، وأشاررئيس الجمعية الى أن تم تقديم ملف متكامل لوزارة الثقافة من أجل تقييد هذه المعالم ضمن الاثار الوطنية ، كما تواصلت الجمعية مع وزارة التجهيز والنقل لتثمين هذه المعالم الساحلية واجراء الخبرة الأمنية اللازمة قبل فتحها للعموم .
وحسب بلاغ صادر عن الجمعية فإن تاريخ تشييد حصون الفورتي los fortines قد تولد عن فكرة إغلاق شبه جزيرة الداخلة بسلسلة من الخطوط الدفاعية، لتوفير الأمن من أجل إنشاء مستعمرة فيلا سيسنيروس، بدأ تطويرها في أوائل القرن العشرين إبان الإستعمار الإسباني في ظل الحاكم العسكري فرانسيسكو بنس، وذلك لمنع أي محاولة للهجوم على المستعمرة الفتية من قبل قبائل الصحراء. إلا أن تشييد هذه الحصون لم يتم الا في سنة 1928 في ظل الحاكم العسكري Ramon Regueral .
وهذه الحصون يضيف البلاغ هي معروفة بالإسبانية باسم los fortines وعددها أربعة يبعد كل واحد منها عن الأخر مسافة 600 متر ويصل فيما بينها بخط شباك حديدي، وهي على بعد ستة كيلومترات من مركز الداخلة el fuerte. داخل كل حصن هناك مجموعة من الحرس وبنادق نارية ومدفع رشاش وقنابل يدوية، وعلى سطحه حراسة ليلية مدعومة بكلاب حراسة، وبجوار كل حصن خزان ماء سعته ثمانية أمتار مكعبة وخزان صرف صحي متصل بالمبنى عبر قناة تحت الأرض، وهذه الحصون موصولة عن طريق الهاتف بمركز الفورتي ومنارة الداخلة.
واشار البلاغ أن في بداية بناء الحصون كان الأهالي القادمين إلى الداخلة ملزمون بترك بنادقهم عند الحصن، ويأخذون معهم إذن كتابي لدخول المستعمرة ومع مرور الزمن والإنتشار الإسباني التدريجي في جهة وادي الذهب إضافة إلى إنشاء وظائف عسكرية جديدة، بدأ خط الحصون يفقد تدريجيا فائدته، مع ذلك تم إستخدامه ضد هجمات المقاومة في الفترة بين 1957-1958.