تداول فاعلون مهنيون بالداخلة على مواقع التواصل الإجتماعي أمس الأربعاء 03 ماي 2023، شريط فيديو يوثق لعودة الشمبريرات لإستئناف أنشطتها بسواحل الداخلة بشكل ملفت في الأيام الآخيرة، في صورة تسائل السلطات المختصة.
وأظهر الفيديو الموثق ليلا تجمهر عدد كبير من الشمبريرات بأحد شواطئ الداخلة، حيث تلألأت أضواءها ليلا، في مشهد يشبه تجمعا عائما، حيث علق النشطاء المهنيون على الظاهرة بكون “البورص العائمة تضيئ شاطئ الداخلة، وتحول ليله إلى نهار”، في كناية ساخرة عن حجم الشمبريرات، ودور السلطات في حماية السواحل المحلية من هذه الظواهر السلبية، التي كانت قد جنت على مصيدة الأخطبوط، لاسيما وأن ممتهني الصيد بهذه الإطارات الهوائية، هم يستهدفون بالدرجة الأولى الأنواع الرخوية، وعادة ما تقع في شراكهم إناث الأخطبوط. بإعتبارها هي التي تقصد الكوشطا من أجل وضع بيضها في هذه المرحلة المطبوعة بالراحة البيولوجية .
وتم رصد الإطارات الهوائية وهي تناور في مكان ممنوع. فيما أكدت مصادر محلية ان الظاهرة تتسم بالكثير من التحديات والمشاكل، يبقى أولها ممارسة الصيد بوسيلة ممنوعة وغير مرخصة وفي اماكن ممنوعة، وهي وضعية غير مقبولة، ولن تتسامح معها التمثيليات المهنية للصيد البحري وكذا مصالح إدارة الصيد. لما يحمله المشهد من فوضوية وتجرأ على القانون، وكذا تهديدات للسلامة البحرية، لأن هذه الممارسات الشادة التي تمارس خارج الضوابط القانونية ، هي محفوفة بالمخاطر، لاسيما وأن الكل يتدكر نازلة شتنبر من السنة الماضية حين تلاعبت الثيارات البحرية بالعديد من الأرواح ،التي كانت على متن شمبريرات. وهو ما أثار الكثير من المخاوف والهلع ، خصوصا وأن ثلة من ممتهني هذا العمل، عادة ما يقضون غرقا دون أن يعرف بهم أحد.
ودعت المصادر سلطات المراقبة ومعها مختلف المتدخلين، إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة، في مواجهة الظاهرة، لاسيما على مستوى البر، لأن السلطات بما تحمله من خبرة وتجربة، هي تملك أدق التفاصيل بمواجهة هذه الإطارات الهوائية قبل نزولها للمياه، ففي البر يمكن مواجهة الظاهرة بنوع من الرزانة والسلامة والآمان، اما على مستوى البحر فيصعب على سلطات المراقبة من باب السلامة البحرية تشير مصادر عليمة، مطاردة أصجاب الشمريرات، بما تحمله هذه العملية من مخاطر على أرواح المواطنين، لأن أي مطاردة قد تتحول لقدر الله لحادث بحري، قد تفقد فيه الأرواح ، لدى فمن الأجدر مواجهة الظاهرة في البرمن خلال تكاثف الجهود بين مختلف المتدخلين والإستثمار في التوعية، للقطع مع أي وصول محتمل للإطارات الهوائية إلى المياه.
وأوضحت مصادر شديدة الإطلاع أن الفترة الخيرة عرفت توقيف مجموعة من أصحاب الشمبريرات وفق مقاربة زجرية ، فيما عمدنت مندوبية الصيد البحري في سياستها الجديدة التي الجمع بين الزجر والتحسيس، وعدم التسامح مع المخالفين، حيث أسست ذات المصالح لخطة عمل، للقطع مع مجموعة من الأشكال الفوضوية، التي طغت على المشهد المهني بالمنطقة، إذ الرهان قائم على معالجة هذه المظاهر بشكل تدريجي، عبر ألية التحسيس في لقاءات مباشرة مع الفاعلين من جهة، وكذا الضرب بيد من حديد على أيدي المخالفين لإقرار سلطة القانون.
إلى ذلك أشارت المصادر أن هناك تنسيق قوي بين مصالح المندوبية وباقي سلطات المراقبة وكذا النيابة العامة، لتحسين مناخ الأعمال، وضمان جادبية الإقتصاد البحري، وهو المعطى الذي قدم مؤشرات قوية على أن هناك تغيير على مستوى تدبير ملف المراقبة، الموجهة لقطاع الصيد على مستوى البر والبحر، حيث الرهان على تخليق الممارسة وبعث رواح جديدة على مستوى تطبيق القانون، ومواجهة المخالفات بإستهداف الرؤوس الكبيرة، التي تغوّلت في الأنشطة غير القانونية المرتبطة بالصيد بالمنطقة ، لبعث رسائل لمختلف المخالفين والمتطفلين على القانون بأن “اليوم ليس كالبارحة”.