يعيش أسطول الصيد التقليدي والساحلي في الداخلة عطالة إضطرارية فرضتها التقلبات الجوية الصعبة التي تجتاح السواحل المحلية، المتسمة برياح شمالية شرقية، من 6 إلى 7 بوفور، مرفوقة بأمواج بطول مترين. حيث أهابت الإدارة بجميع ربابنة مراكب الصيد البحري بجميع أصنافها إلى الإلتزام بالحيطة والحذر مع إتخاذ جميع الإحتياطات اللازمة مع منع الصيد التقليدي من الإبحار.
ومع هذه الصعوبات الجوية إختارت مراكب الصيد الساحلي بدورها التوقف والشروع في عملية سوسان الشبكة للدخول في عطلة العيد ، لاسيما وأن الأيام الآخيرة عرفت عدم الإستقرار على مستوى المفرغات، حيث تم تسجيل وسط هذا الأسبوع عودة مراكب معدودة بانامل الأصابع بكميات من السردين ، بعد أن ظلت فيما سبق مفرغات هذا الأسطول عبارة عن مخلوط الأسماك السطحية الصغيرة .
ولم تختلف هذه السنة عن السنوات الآخيرة التي تعرف صعوبات كبيرة مع بداية السنة ، على الرغم من كون مجموعة من المراكب إنطلقت مبكرا في إستغلال المصيدة ، لكنها ظلت تصطدم بالظروف الجوية الصعبة أحيانا، وكذا ضعف المصطادات أحيانا آخرى، إذ بالكاد كانت المراكب تحصل على قيمة رحلاتها البحرية، خصوصا في ظل الغلاء الذي تعرفه المحروقات، والتي تشكل حاجزا أمام المراكب في الإجتهاد على البحث على الرشم.
ورجحت المصادر أن تضطر مجموعة من الأطقم البحرية إلى طلب سلفيات من أجل العودة إلى الديار، وتدبير فترة العيد بما تحملها من متطلبات وتراكمات إجتماعية، حيث أن عائدات الموسم في متوسطها لن تتجاوز 2500 إلى 3000 درهم، فيما عدد قليل من المراكب المحظوظة التي ستحقق أطقمها مداخيل لا بأس بها قد تفوق 6000 إلى 7000 درهم في الحصة “الباي”، خصوصا وأن هناك أرقام تتحدث عن أزيد من 200 مليون سنتيم كمبيعات لدى بعض المراكب ، وهي المراكب التي تشتهر بالمغامرة على مستوى الصيد بإستهداف المناطق المعروفة “بلافيراي” والتي تضم في أعماقها أجسام مختلفة غارقة تشكل فضاء لتواجد الأسماك ،غير أنها تحتاج لكثير من الدقة في التعاطي مع الشباك عند الصيد بها حتى لا يطالها الإتلاف.
ويحسب لإدارة الصيد تراجعها عن عدد الصناديق المسموح بها في رحلة الصيد للمراكب، حيث فتحت المجال للمراكب للتصريح بكامل مصطاداتها، وهو ما جعلنا نشاهد بعض المراكب تفرغ أزيد من 40 طن من الأسماك في رحلة واحدة ، عند استئناف رحلات الصيد ، في أعقاب شهر من الراحة البيولوجية المعتمدة بالمصيدة. إذ تؤكد أرقام رسمية، أن حجم المفارغات من الأسماك السطحية الصغيرة بما فيها مفرغات سفن RSW، قد تجاوزت 41 ألف طن ، بقيمة مالية ناهزت 92 مليون درهم ، عند متم مارس الماضي.
ويعول الفاعلون المهنيون على فترة ما بعد عطلة العيد، وسط تطلعات لتحسن الأجواء وإستقرار البحر، لأن التغيرات المناخية العالمية كان لها تاثير سلبي على مصيدة التناوب، التي لم تعد بذلك السخاء الذي كان يميزها قبل سنوات، سيما وأن الأطقم البحرية يسجلون عدم الإستقرار في درجة حرارة المياه، كما ان المنطقة أصبحت تعرف إضطرابات جوية طويلة الأمد ، وهو ما جعل المهنيون يطالبون المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بدراسة الظواهر التي تجتاح السواحل المحلية ، والتي كانت سببا في تغير المصايد التي تعرف شحا في أسماك السردين.
وشرع البحارة مند منتصف هذا الأسبوع في حزم امتعتهم، فالوجهة هي المحطة الطرقية للبحث عن تذكرة توصلهم للديار ، بعد فترة من الغياب فرضها أسلوب العمل ، فيما تتجدد المعاناة مع وسائل النقل التي تضرب بالثقيل مستغلة مثل هذه الفرص ، وهو ما سيزيد من معاناة الأطقم البحرية التي دبرت عودتها بالإستدانة ، حتى وغن كان هذا الأمر طبيعي في السنوات الاخيرة لأن البحارة همه الكبير هو العودة إلى الأسرة ودبير حاجياته خلال هذه المرحلة وأداء ما تراكم من ديون نظير متطلبات البيت والأسرة ، في إنتظار إستئناف العمل وتحسن الأجواء للتخلص من تراكمات الديون فيما يرى المجهز في منح هذا القروض للبحارة صمان الأمان للحفاظ على طاقمه البحري وضمان وعودة بعد غنصرام عطلة العيد .