تعيش المنطقة الصناعية التي تحوي مجموعة من وحدات التجميد، وتثمين المنتجات البحرية، بمدينة الداخلة، تحت وطأة وضعية كارثية خطيرة مقلقة، وروائح كريهة و نتنة، تزكم أنوف العاملين والساكنة القريبة، في صورة من البشاعة التدبيرية.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات، لتدفق مياه الصرف الصحي في أزقة وشوارع واحدة من أكبر المناطق الصناعية، والتي تضم أكثر من 80 وحدة صناعية للتجميد، برقم إجمالي يصل إلى ما يزيد عن 600 ألف طن، وبرقم معاملات يبلغ 2.5 مليار درهم، لتعد بحق إحدى أكبر تجمعات وحدات التجميد والتثمين للأسماك بالمغرب في غياب تام لسلطات المدينة.
وجاء في تصريح المستشار البرلماني امبارك حمية لجريدة البحرنيوز، أن المنطقة الصناعية بالداخلة، تعاني من غياب شبكة صرف المياه الصناعية، ما يؤدي إلى فيضانات بالمياه العادمة، التي تحمل فيروسات خطيرة تهدد ساكنة الجوار، وكدا صحة وسلامة اليد العاملة التي تعد بالألاف بالمنطقة. بل و تهدد الاستثمارات، ومنتجات التصدير. وأضاف المصدر البرلماني، أنه قد سبق له وأن طرح هده الإشكالية في جلسة الأسئلة الشفهية بالغرفة الثانية سنة 2019، بأنها نقطة سوداء بمدينة الداخلة، ومعاناة استمرت لسنوات، يتدمر معها مستثمرو المنطقة، لكن الأمور لازالت على حالها لحد كتابة هده السطور.
وتهدد إشكالية غياب شبكة الصرف الصحي بالمنطقة الصناعية بحي السلام بالداخلة، القيمة الاقتصادية الكبيرة التي تكتسيها المنطقة، كما تهدد سمعة المنتجات البحرية الموجهة للأسواق الدولية، في غياب تام لسلطات المدينة، وتقاعس الوزارة المكلفة، التي وعدت على لسان وزيرها في مجلس المستشارين قبل زهاء سنتين من الأن، على رصد ميزانية بناء محطة لتصفية المياه الصناعية، وانطلاق الأشغال في حدود أشهر قليلة من تاريخ وضع السؤال.
تصريحات متطابقة محسوبة على بعض المستثمرين بالمنطقة، عبروا عن تذمرهم من الوضع الشاذ الذي يضرب في العمق اقتصاد المدينة، ويهدد الاستثمارات خاصة، وأن مدينة الداخلة أصبحت أكثر انفتاحا بعد تدشين قنصليات دول إفريقية، وخليجية، فضلا عن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، وتعزيز الاعتراف بفتح قنصلية أمريكية، ستعكس مجموعة من الاستثمارات بالمنطقة، هدا دون نسيان زيارة وفد روسي للمنطقة للتباحث حول الاستثمار.
وسبق لإحدى الجمعيات البيئية، أن نددت بالوضع البيئي المتردي، الذي باتت تعيشه مدينة الداخلة، مطالبة بتجهيز المنطقة الصناعية بشبكة الصرف الصحي، وتشييد محطة للدفع والتطهير، مع إنجاز خدمات تهيئة المنطقة الصناعية من خلال التبليط، و تزفيت الطرقات، وتوفير إنارة جيدة، نحو إضفاء حلة جديدة تليق بقيمة أكبر وأهم منطقة صناعية بالمدينة في أقرب الأجال.