إحتضنت قاعة الإجتماعات والعروض بغرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية بالداخلة، أمس الجمعة 25 يونيو 2021 ، لقاء جمع أطر المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالداخلة والفاعلين المهنيين في قطاع الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية الصغيرة ، حيث خصص اللقاء لتسليط الضوء على أهم النتائج المحققة في التعاطي مع ظاهرة اسماك الرابوز بالسواحل الجنوبية للمملكة .
وقال مصطفى أيت شطو المدير الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بمركز الداخلة ، أن اللقاء شكل مناسبة لتقريب الفاعلين المهنيين من نتائج الدراسات، التي أجراها المعهد على أسماك الرابوز، وكذا التجارب المرتبطة بالإستغلال، سواء تلك المتعلقة بإستعمال سفن RSW، والتي أبانت عن قصورها على مستوى التفريغ ، وكذا النتائج التي حققتها سفينة “جنيور”، التي مكنت من تفريغ ألاف الأطنان من الرابوز ، لفائدة شركات متخصصة في المعالجة ، بعد أن أظهرت نتائج واعدة على مستوى الإستغلال والتصنيع ، ما دفع بالوازارة الوصية بمعية معهد البحث في الصيد لإطلاق طلبات عروض لإثارة إهتمام الفاعلين الراغبين في إستغلال هذه المصيدة وفق دفاتر تحملات معينة.
وعبر الفاعلون المهنيون في الصيد الساحلي صنف السردين في ذات اللقاء، عن رغبتهم في المساهمة في إستهداف هذا الصنف وإستغلاله ، شريطة أن تتم هذه العملية خارج الكوطا السنوية المخصصة لمراكب السردين، مع تعزيز أثمنته بشكل يحفز المهنيين على التعاطي بجدية مع هذا الورش. لاسيما وأن إستهداف أسماك الرابوز، تحتاج لكثير من الجهد والإجتهاد على المستوى التقني ، لكونه يتسم بخصوصيات في الصيد ، مرتبطة برفعه من الشباك ، إذ المصطادات تتكثف ويصعب رفعها من الشباك، ما يعقد من مأمورية أطقم الصيد ناهيك عن كون 70 في المائة من حصيلة الصيد تتحول لمادة غير قابلة للتسويق والمعالجة. لدى يطالب الفاعلون بضرورة إدماج مهنيي السردين في هذه العملية لكن بميكانزمات تحترم خصوصية إشتغلالهم، وتضع في الحسبان مختلف الصعوبات والتحديات التي تواجه العملية.
وأثبتت الدراسات التي قام بها المعهد الوطني للبحث في الصيد، أن أحسن وسيلة لمواجهة تكاثر وانتشار “الرابوز”، يبقى هو الإستغلال كخيار أمثل، من شأنه الحد من التوسع الكبير الذي يعرفه انتشار هذه الفصيلة، بما يضمن محاصرة الظاهرة وتقليل القدرة التنافسية أو الغذائية للمخزون المستهدف، حيث أن البحوث والدراسات التي قادها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أفضت إلى الاستغلال الأمثل عبر وجهة استخلاص الدقيق، والزيت، بما أن نسبة المردودية خلصت إلى نتائج جيدة. كما أن خيار التعليب، والتصبير، أعطى هو الأخر مؤشرات جيدة على مستوى تثمين هدا الصنف من الأحياء البحرية الغريبة.
ويستحضر الفاعلون المهنيون بكثير من الإلهام النجاحات القوية التي حققتها السفينة الدانماركية “جنيوز” في إستهداف الرابوز”la bécasse de mer” ، لكونها تتوفر على تقنيات جد هامة في التعرف على النوع المستهدف، إلى جانب آليات مهمة خصوصا على مستوى الرصد ، وكذا المعطيات التقنية المرتبط بالتحكم في الشباك على مستوى الخفض والرفع ناهيك عن الشفط. وهي كلها معطيات يسرت عملية الصيد، وجعلتها مرنة أكثر مما هو متوقع حسب شهادات أدلت بها مصادر متتبعة للعملية لجريدة البحرنيوز. لدى فبين الدراسات التي أجراها المعهد سواء المتعلقة بالكتلة الحية وجغرافيا الإنتشار، وكذا رحلات الصيد التي نفذتها السفينة الدانماركية ، بالإضافة إلى أنواع الإستغلال والتثمين التي خرجت من مختبرات المعهد الوطني للبحث في الصيد وصولا لوحدات التصبير والدقيق والزيت، التي عبرت عن اهتمامهما بالإنخراط في عمليات التثمين والمعالجة. كلها معطيات تشكل اليوم حافزا لتحويل أسماك الرابوز من وحش كاسر بالسواحل الجنوبية إلى مصدر ملهم للإبتكار والتصنيع.
يذكر أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كانت قد أعلنت مؤخرا عن طلبات العروض الخاصة بصيد وتثمين أسماك الرابوز bécasse de mer et sanglier انطلاقا من جنوب سواحل أكادير، خلال مدة استغلال حددتها الوزارة الوصية في أربعة سنوات، سواء من خلال وحدات الصيد المغربية التي تنشط على مستوى السواحل الجنوبية، فضلا عن إمكانية جلب سفن أجنبية لذات الغرض، حيث ستعتمد لجنة انتقاء الملفات حسب معايير الطرق التقنية المعتمدة، والجدوى الاقتصادية، وعدد مناصب الشغل المستحدثة، ومستويات تثمين أسماك الرابوز.