تعاكس الظروف الجوية المتسمة برياح قوية على مستوى سواحل جهة الداخلة وادي الذهب مهنيي الصيد التقليدي في إستنفاذ كوطتهم من الأخطبوط، خصوصا وأن هذا الأسطول أصبح على بعد 30 في المائة من تحقيق الكوطا المخصصة للدائرة البحرية والمحددة في 4055 طن على الرغم من التوقفات اإضطرارية التي فرضتها الظروف الجوية في النصف الأول من الموسم الصيفي.
وفي تفاصيل الأرقام التي حصلت عليها البحرنيوز ، فقد افرغت القوارب بقرى الصيد الأربعة المعنية بموسم الأخطبوط عند حدود 08 غشت المنصرم 2808 طن ، وهو ما يعادل 70 في المائة من الكوطا الموسمية المخصصة للصيد التقليدي بالجهة ، بقيمة إجمالية بلغت 279,3 مليون درهم بمتوسط بيع بلغ على العموم أزيد من 99 درهم للكيلوغرام. فيما تؤكد الأصداء المحلية أن من بين الأسباب التي جعلت الموسم يعرف نجاعة في الزحف يثبات نحو تحقيق الكوطا ، على الرغم من التوقفات الإضطرارية ، يبقى هو كون الإدارة تسمح بالتصريح بالمفرغات، ومن دون تسقيف لحجم المصطادات في رحلة الصيد ، وهي سياسة تدبيرية أتت أكلها إلى حد بعيد في إنجاح رحلات الصيد تحت شعار “إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها. فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ”.
ووفقا لذات المعطيات الإحصائية، فقد إختلف توزيع المفرغات حسب المواقع، حيث تم تفريغ أزيد من 1014 طن من الأخطبوط في قرية الصيادين “لاساركَا” ما يعادل 66,03 من الكوطا المحلية لقرية الصيد، و818 طن في قرية الصيد “أنتريفت” بمعدل نجاعة بلغ أزيد من 70 في المائة من الحصة المخصصة لذات القرية . فيما تم تفريغ 655 طن في قرية “البويردة أي نحو 67 في المائة من أصل الكوطا المحلية للقرية. هذا وأصبحت قوارب الصيد بإمطلان على بعد أقل من 15 في المائة من إستنفاد الحصة المحددة للقرية، بعد تفريغ أزيد من 320 طن.
وتشير المعطيات الرقيمة أن حوالي 3082 قارب صيد تقليدي تنشط على مستوى هذه القرى، بينها 1168 قاربا في “لاساركَا”، و746 في “لبويردة”، و883 في “انتيريفت”، و285 في “إمطلان” فيما تواصل المصالح المعنية تتقدمها مندوبية الصيد البحري في تنفيذ الميثاق المنظم لنشاط الصيد التقليدي بقرى الصيد، والذي يحدد مجموعة من التدابير والإجراءات التنظيمية الرامية لمحاصرة الصيد الممنوع والسوق السوداء بقرى الصيد .
وينص الميثاق على حصر البيع الأول للأخطبوط في سوق السمك بقرى الصيد ومعه باقي المصطادات، وإعتماد مسارات محددة لولوج الأسماك إلى السوق والقطع مع منطق تجارة الكوشطا ، حتى وإن كانت هناك بعض الإنفلاتات التي وصفت بالمحدودة . كما تم التشديد على إلزامية تحويل مبالغ المبيعات، التي يشرف عليها المكتب الوطني للصيد، إلى حساب مفتوح تحت اسم القارب المعني. ناهيك عن الدور الكبير للسلطات المختصة ، التي تواصل جهودها بشكل تنسيقي لتضييق الخناق على السوق السوداء والتهريب .
*إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ
وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ
إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر
فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ* علي بن أبي طالب.
3082÷4= 770 قارب في كل قرية الصيادين. لتخفيف الظغط على المصيدة.
لقد أصبح لعلم الجغرافيا الاقتصادية أو الموارد الاقتصادية أهمية كبيرة نتيجة لتعدد حاجات الإنسان، ونتيجة لانقسام العالم إلى كتل وأحلاف تحاول كل كتلة إشباع معظم حاجياتها من مواردها المحلية. كذلك خشيت الدول من أن تستأثر الأجيال الحاضرة بأجود الموارد وأرخصها فتدخلت بقصد حماية مصالح الأجيال القادمة. يستأثر الموضوع الاقتصادي في الجغرافيا بنصيب وافر من الكتابات في كافة اللغات، ويرجع ذلك لسببين ليس من بينهما سهولة الموضوع أو وضوح المنهج:
السبب الأول:
أن غالبية أشكال الإنتاج والاستهلاك الاقتصادية تخضع لأرقام إحصائية عامة، وذلك برغم التفاوت الملاحظ في دقة الأرقام بين الدول، أو في تعمد تضخيمها لأسباب سياسية وإعلامية، أو تجنب ذكرها لأسباب استراتيجية. وبرغم ذلك فإنه يمكن للباحث الحصول على صورة لا بأس بها لأشكال النشاط الاقتصادي وتنظيماته على سطح الأرض.
والسبب الثاني:
هو أن النشاط الاقتصادي بشتى صوره من البدائي إلى المتقدم تكنولوجيا، يمس صميم حياة المجتمعات وحياة الدول في الوقت الراهن؛ ومن ثم فإن الدراسة الاقتصادية – جغرافية وغير جغرافية (اقتصاد بحت، أو اقتصاد اجتماعي، أو اقتصاد سياسي) – تمثل منطلقا هاما في شتى أشكال الحياة من الرخاء الاجتماعي إلى العلاقات الدولية.
وتتناول الجغرافيا الاقتصادية الموضوع الاقتصادي من زاوية لا يتناولها علم آخر، هذه هي زاوية توزيع أشكال النشاط الاقتصادي وترتيبه المكاني على سطح الأرض، وما يتداخل في ذلك التوزيع المكاني من تأثيرات نابعة عن جغرافية الأرض والناس؛ قد تصل إلى درجة التحكم في أشكال الإنتاج والاستهلاك لفترات زمنية مختلفة، نتيجة لخلفيات حضارية وتكنولوجية. https://usul.ai/ar/t/jughrafiya-iqtisadiyya