عبر عدد من بحارة مراكب الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية الصغيرة بميناء الداخلة، عن تدمرهم الشديد من بعض المحاولات الرامية للتحكم في أثمنة أسماك الأسقمري أو كبايلا كما يحلو للمهنيين تسميتها، على مستوى مركز الفرز والبيع بالميناء، من خلال إتفاقات مسبقة بين التجار تحاصر عملية الدلالة .
وحسب مصادر مهنية مطلعة من ميناء الداخلة، فإن الأطقم البحرية ما فتئت أن إستبشرت خيرا بالرحلات البحرية في مصيدة التناوب، بالنظر لإنفراج المصيدة المحلية بعد ظهور أسماك “كبايلا” التي أصبحت تعلق بشباكهم، وبقالب يتراوح بين 4 و 5 وحدات في الكيلو الواحد، حتى تبددت أمالهم بعد تراجع الأثمنة بشكل متدرج، حيث تهاوت الثمنة من 9 دراهم في أول ايام البيع مع ظهور الرشم إلى 6 درهم، حيث يراهن التجار على فرض الأمور الواقع، ما جعل البحارة يعبرون عن إمتعاضهم وتوجسهم من هذا السلوك. فيما تعالت أصوات مطالبة بالتوقف بشكل إضطراري ، إحتجاجا على الأثمنة . فيما دعت أصوات آخرى إلى التعجيل بإعتماد الدلالة الرقمية بمراكز الفرز .
ويرى عبد الله الداسر، عضو إحدى نقابات البحارة في تصريحه لموقع البحرنيوز، أن التحكم في الأثمنة والدفع نحو تراجعها، هو أمر مرفوض وغير مقبول بالمنطقة، خصوصا وأن أسماك الأسقمري على درجة عالية من الجودة وبأحجام تجارية جد تنافسية، ناهيك عن كون هذه المفرغات هي تنسجم مع مطالب وحدات التصبير، لاسيما وأن هناك طلب متزايد على هذا النوع السمكي، وهي كلها معطيات تنتصر لرفع الأثمنة إلى أزيد من 7 دراهم على الأقل، حيث أن الجهات المختصة مطالبة بتحديد إنطلاقة الأثمنة من 7 دراهم لتحفيز عملية الدلالة، وقطع الطريق على المتلاعبين والإتفاقات المسبقة.
وأضاف المصدر النقابي أن الأطقم البحرية تفكر بجدية في التصعيد ضد الممارسات الشادة، التي تستهدف عملية الدلالة ، حيث أشار المصدر النقابي أن الأثمنة يحكمها قانون العرض والطلب ، لكن واقع الحال يؤكد أن هناك عرض تتوفر فيه مقومات التثمين وبالتالي وجبت مواكبته بتدابير وإجراءات لحمايته على مستوى عملية البيع ، لاسيما وأن صيد هذا النوع من السمك يحتاج لمجهودات خرافية من طرف البحارة ، حتى أن أيدي الكثير من البحارة، تواجه مجموعة من الأعراض نتيجة عملية الصيد، بالنظر لبعض الإفرازات الصادرة عن سمك الأسقمري، ناهيك عن العناء ، وقلة المردودية خلال البياخي الجاري، حيث تعول الأطقم البحرية على هذا التوهج الذي تعرفه مصيدة الأسقمر لتعويض الجهد ، وكذا التغطية على قلة العائدات التي ميزت الفترة الماضية، بسبب عدم إستقرار المصايد، وتوالي الظروف الجوية الصعبة التي تواصل تربصها بالسواحل المحلية .
ودعا الفاعل النقابي ربابنة المراكب إلى تحمل مسؤوليتهم في هذه المرحلة الإسترتيجية، والترافع لحماية رزق البحارة، بما يساير الإنتظارات ، لاسيما وأن الأطقم البحرية تتطلع لمداخيل صافية ، تساعدهم على تدبير المرحلة القادمة، على أعتباب عيد الأضحى الأبرك، خصوصا وأن غالبية البحارة يتطلعون لقضاء عطلة العيد في أوساط أسرهم ، حتى وإن غابت الأضحية ، فإن عيد الضحى يبقى هو “العيد الكبير” الذي يحضى بالكثير من التقدير في الأوساط المهنية البحرية .
و يعول البحارة و الربابنة على استمرار توفر أسماك الاسقمري بمصيدة التناوب كما تبرز ذلك الكميات المفرغة بذات الميناء التي تتفاوت بين المراكب وكذا الأيام، كما يراهن المهنيون على تحقيق مبيعات مهمة من خلال هدا الصنف من الأسماك السطحية الصغيرة ، الذي يخضع إلى البيع بالدلالة في مركز الفرز.