الدار البيضاء .. السفينة الشراعية الروسية “كروزينستين” ترسو بالميناء في زيارة بحرية بطابع ثقافي ودبلوماسي

0
Jorgesys Html test

تواصل السفينة الشراعية الروسية “كروزينستين” رسوها بميناء الدار البيضاء لليوم الثالث على التوالي، بعد ان حلت به يوم الأربعاء 2 يوليوز 2025،  في زيارة  تعد هي الثانية من نوعها ، بعد أن كانت ذات السفينة قد نفذت زيارة مماثلة في ربيع سنة 2012. 

وتأتي هذه الزيارة، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام بتنسيق من ممثل الوكالة الفيدرالية الروسية لمصايد الأسماك بالمغرب،  في سياق يتجاوز مجرد التوقف التقني أو التدريبي، لتأخذ طابعًا ثقافيًا ودبلوماسيًا عميقًا، يعكس حرص الطرفين على تعزيز تبادل الخبرات والتجارب البحرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي، لاسيما في مجالات التكوين البحري والثقافة البحرية المشتركة.

ونقلت الصحافة الروسية عن  الوكالة الفيدرالية الروسية لمصايد الأسماك، إفادتها بكون  الهدف من هذه الزيارة يتمثل في تعزيز علاقات الصداقة مع المملكة المغربية، والترويج للعلم الروسي، وتعميق الانفتاح الثقافي والتعاون البحري بين البلدين. حيث تشمل الزيارة تنظيم جولات ميدانية على متن السفينة واستقبال وفود رسمية ومدنية،وذلك وسط توقعات أن تستقطب هذه الأنشطة ما يقارب 300 زائر من مختلف الفئات.

وقرر الطاقم فتح أبواب السفينة للزوار المغاربة وكذا لأفراد الجالية الروسية المقيمة بالمملكة، خصوصًا من مدينتي الدار البيضاء والرباط. وذلك في إطار انفتاحها على المجتمع المدني المغربي، حيث حظي الزوار بفرصة نادرة لاكتشاف الحياة اليومية على متن هذه السفينة، ومتابعة التدريبات البحرية التي يخضع لها الطلبة داخل فضاء بحري غني بالرمزية.

وتُعد “كروزينستين” واحدة من أشهر السفن الشراعية التدريبية في روسيا، حيث تؤدي دور مدرسة متنقلة في أعالي البحار، لتكوين الطلبة والبحارة في تقنيات الملاحة والانضباط البحري. وتُوصف هذه السفينة، التي تحمل على متنها طاقمًا متعدّد الجنسيات من المدربين والطلبة، بأنها منصة فريدة لتلاقي المعارف والخبرات البحرية. حيث يخضع للتدريب على متن الباخرة ما يقارب 140 طالبًا من خمس مؤسسات جامعية بحرية روسية، في تجربة تعليمية متنقلة تجمع بين التأطير الأكاديمي والممارسة العملية في عرض البحر.

وكانت “كروزينستين” قد زارت خلال هذه الرحلة  الطويلة ضمن ما يُعرف بـ “البعثة البحرية الكبرى لإفريقيا”،  ميناء بورت لويس بجزيرة موريشيوس، ثم أبحرت عبر مياه المحيط الهندي، قبل أن تتوقف في كيب تاون بجنوب إفريقيا، ومنها تابعت الإبحار عبر مياه المحيط الأطلسي على طول السواحل الإفريقية.

وتعكس هذه الزيارة أيضًا تصورًا جديدًا للدبلوماسية البحرية، التي باتت تعتمد السفن التدريبية كسفراء عائمين لحوار الثقافات والتقارب بين الشعوب. فبينما تُمثّل “كروزينستين” ذاكرة بحرية حية، فإن رسوها بميناء الدار البيضاء يحمل دلالات رمزية، تعكس الاحترام المتبادل والإرادة المشتركة في مدّ جسور التفاهم والتعاون.

إلى ذلك تفتح هذه الخطوة المجال أمام التفكير في تطوير شراكات أكاديمية بحرية بين المعاهد البحرية بالمغرب ونظيراتها في روسيا، خاصة على مستوى التكوين المتخصص في علوم المحيطات، الأمن البحري، وتكنولوجيات الملاحة. كما يمكن لهذه الزيارة أن تُمهّد لإطلاق برامج جديدة للتبادل الطلابي والتقني، وإدماج خبرات روسيا الطويلة في الاستغلال البحري ضمن رؤية المغرب لتنمية اقتصاده الأزرق.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا