الدار البيضاء .. توقيع إتفاقية نوعية لخلق تجمع بحري لتحفيز الصناعات البحرية والإقتصاد الأزرق

تم أمس الجمعة بالدار البيضاء توقيع إتفاقية بين غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية والكتلة البحرية للصناعات البحرية والجمعية الوطنية لأرباب السفن التجارية. في خطوة تروم تفعيل تجمع بحري يجمع الجهات الفاعلة العامة والخاصة في المجال البحري لتحفيز الصناعات البحرية والإقتصاد الأزرق .

وتم التوقيع على الإتفاقية على هامش إفطار رمضاني عرف حضور عدد من الفاعلين والمتدخلين في المجال البحري، أذ أكد كمال صبري أن هذه الإتفاقية التي تدخل في إطار إسترتيجية جديدة تروم جمع مختلف الفاعلين في القطاع البحري وخاصة في الإقتصاد الأزرق ، من مجهزي سفن الصيد وبواخر الملاحة التجارية و كذا بواخر الخدمات داخل الميناء تكتل متكامل ومتناغم في برنامج يهدف إلى مواكبة الفاعلين في خلق وتحفيز فرص الشغل في الإقتصاذ الأزرق.

وأضح كمال صبير أن إنشاء كتلة تضم مختلف الفاعلين النشيطين في المناطق الصناعية والأوراش البحرية بالمغرب ، وهي مكونات توحدها الإرادة والرغبة في  الإستفادة من الصناعات البحرية وإصلاح وبناء البواخر. خصوصا في ظل الزخم الذي يشهده قطاع بناء السفن في المغرب،  كما هو الشأن للورش الكبير لمدينة الدار البيضاء وتوسعة ورش ميناء أكادير والورش الذي تم خلقه في سيدي إفني  وكذ في الصويرة و طانطان دون إغفال الورش الكبير الذي هو طور البناء بالميناء المتوسطي .. 

وتروم هذه الإتفاقية الثلاثية يبرز رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، توحيد الكتلة المكونة من فاعلين إقتصادين لتوحيد الصوت والكلمة ، وكذلك تعزيز أليات الترافع لوضع الإدارة  امام المتطلبات والحاجيات التي يتطلبها الأسطول المغربي بصفة عامة،  وتعزيز التآزر والجمعيات والتبادلات ودعم الابتكار والبحث والتطوير ، حيث ستفتح هذه الكتلة  افاق جديدة أمام الصناعات البحرية بالمغرب ، على مستوى الولوج للتمويل على المستوى الوطني والدولي، من خلال خلق شراكات قوية تتيح مواكبة التوجه العام للمملكة في هذا النوع من الصناعات ، كما سيشكل التكتل أرضية لإقتراح مشاريع مبتكرة والتفكير الفاعل للتطوير الصناعات البحرية بالمملكة، لضمان السيادة الصناعية للبلاد، إنسجاما مع توجيهات ومتطالبات الإقتصاد الأزرق، الذي يعد اليوم من بين الإقتصادات الواعدة ، التي تنص على إستغلال الفرص المتاحة . 

ويقدم المغرب فرصا قوية للمستثمرين الوطنيين في مجال بناء السفن. بالنظر لتمتع البلاد بساحل بحري طويل. يفتح الأبواب على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى شبكة موانئ مكونة من 36 ميناء، 14 منها مفتوحة للتجارة الدولية. كما تستفيد المملكة من موقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، ومن الاستقرار السياسي والاقتصادي.

يذكر أن الإفطار الذي جمع عدد من الفاعلين في القطاع المينائي والبحري على المستوى الوطني ، شكل مناسبة لتبادل الأراء ، كما عرف تقديم مجموعة من المدخالات التي أكدت على الرغبة المشتركة بين الفاعلين الخاصين في القطاع المينائي والصناعي، إنسجاما مع الرؤيا المعبر عنها في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، حيث  كان لافتا إلحاح جلالة الملك على ضرورة توفير أسطول بحري تجاري وطني، والمواصلة على العمل في إقامة اقتصاد بحري بسواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة. كما شدد جلالته على “أهمية مواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري، إلى جانب القطاعات الأخرى قصد النهوض بالاقتصاد الأزرق”.