أفادت مصادر مهنية مطلعة من ميناء الدار البيضاء، أن عددا كبير من قوارب الصيد التقليدي، أوقفت نشاط رحلاتها البحرية اضطراريا، وأصبح أصحابها يعانون في صمت شديد، بسبب إجراءات وشروط أقصت صفتهم المهنية.
رحولي حفيظ، رئيس جمعية التنمية لأرباب قوارب الصيد التقليدي بالدار البيضاء، و عضو الكنفدرالية المغربية للصيد التقليدي، صرح لجريدة البحرنيوز أن الأسباب الكامنة وراء توقف العديد من قوارب الصيد التقليدي بميناء الدار البيضاء، يعود إلى فرض مصالح مندوبية الصيد البحري، تسجيل بحارة جدد كربابنة للقوارب، بدل أصحابها الأصليين. هؤلاء الدين اشتغلوا لسنين طويلة، راكموا خلالها ما يكفي من التجربة، إلى حين بلوغهم سن التقاعد دون استيفاء عدد النقاط الكافية، للاستفادة من تقاعد نظام الضمان الاجتماعي.
ويضطر هذا المعطى مجهزو القوارب لطلب تمديد عملهم، لكن الإدارة تفرض بحارة جدد كربابنة بدلهم . وهدا ما يؤثر على عمل هده القوارب، عندما يتحكم هؤلاء في الربابنة الأصليين، وفي مواقيت الانطلاقة نحو المصايد، إلى درجة فرض سلطتهم وطغيانهم، بأنهم أولياء نعمة على “الشيبانيين”، أي الدين تجاوزوا سن التقاعد، ناهيك عن افتقادهم للتجربة، و المعرفة الكافية، التي تخولهم قيادة رحلات صيد مسؤولة، و مربحة يضيف المصدر.
و حذر رحولي عضو الكنفدرالية المغربية للصيد التقليدي، من مغبة استفحال مثل السلوكيات المشينة، التي أدت إلى توقيف نشاط العديد من القوارب التقليدية. كما حذر أيضا من تأزم الوضعية الاجتماعية للربابنة الأصليين، الذين ضاقوا ذرعا من تصرفات شبان طائشين، لا يقدرون المسؤولية، ولا يتوفرون على التجربة الحقيقية.
وطالب المصدر الوزارة الوصية بوضع حد للاستهتار بالكفاءة المهنية لهؤلاء الربابنة، وإنصافهم بالاعتراف بقيمتهم المكتسبة، و ضمان ترأسهم لقواربهم، ما داموا لم يستوفوا النقاط القانونية التي تخولهم التقاعد. وهم يستمرون في الخروج إلى البحر، و ليس تسجيلهم في سجل البحارة بقلم الحبر فقط، عوض استخراج سجل القوارب من النظام المعلوماتي بالطاقم كاملا .
و من جهته عبر يونس ريكو، رئيس تعاونية كازا كانوتيي، عن أسفه الشديد للمعاناة الكبيرة التي يكابدها بحارة الصيد التقليدي بميناء الدار البيضاء القديم، حيث أن الهيكلة الجديدة، لم تمنحهم رؤيا حقيقية حول مصيرهم في العمل في ظروف يرونها غير صالحة لهم كقوارب الصيد التقليدي. وخاصة المدخل الدي يشكل خطورة كبيرة على أرواح بحارة الصيد التقليدي. غلى جانب مجموعة من المشاكل التي تلوح في الافق، في ظل مخاوف من نقل نشاط الصيد التقليدي من مكانهم الحالي، نحو مقبرة حتمية للبحارة.
وأشار يونس ريكو أن مجموعة من المراسلات تم رفعها إلى الجهات المعنية، غير أنها لم تلقى الرد، و لا الاستجابة، مسجلا أن عدم التواصل وتفعيل المقاربة التشاركية، من شأنه أن ينتج عنه مشروع فاشل بامتياز، رغم الميزانية الكبيرة التي رصدت لإنجازه بالمعايير المطلوبة.