يواصل الوفد النيجيري المكون من كاتب عام وزارة الصيد النيجيري و مدراء و خبراء مرافقين له زيارته لبلادنا حيث حل الوفد ليلة أمس بمدينة الداخلة في زيارة ستقودهم للاطلاع على المؤهلات الاقتصادية التي تزخر بها جهة الداخلة وادي الذهب في قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية البحرية.
وحل الوفد صباح اليوم الخميس بغرفة الصيد البحري الاطلسية الجنوبية، بحضور كل من مدير الصيد البحري بوشتى عيشان و ماجدة معروف مديرة الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية البحرية وإدريس التازي مدير التكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ ، إلى جانب أحد مستشاري وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبعض أعضاء الغرفة وعدد من المسؤولين الجهويين، حيث إستمع الجمع إلى كلمة بإسم رئيس الغرفة ألقاها بالنيابة محمد علي الدادي عضو الغرفة، وأعقبها عرض قدم للحضور من طرف مدير المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة.
وقال عيدي محمد علي لبهي مدير غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية في تصريح للبحرنيوز، أن هذه الزيارة تكتسي أهمية كبيرة في سياق الدينامية التي تعرفها العلاقات النيجيرية المغربية، مبرزا في ذات السياق أن هذه الزيارة ستتيح لهذا الوفد الهام الإطلاع على المنجزات التي حققتها المملكة في مجال الصيد البحري والإقتصاد الأزرق على مستوى جهة الداخلة – وادي الذهب، بما يشكل أرضية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال بين البلدين.
وبالعودة إلى العرض الذي قدمه مدير المركز الجهوي للإستثمار بالداخلة، فقد سلط الضوء على التنمية الإقتصادية المتسارعة التي تعرفها مدينة الداخلة، لاسيما وأن المدينة توجد في قلب المشاريع الهيكلية الكبرى على النطاق الوطني والدولي، والتي هي في مرحلة متقدمة للغاية من التنفيذ، حيث شرح مسؤول المركز الجهوي للاستثمار بالأرقام ديناميكيات التنمية المتواصلة التي تعيشها الجهة في مختلف المجالات، ومشاريع البنية التحتية الكبرى قيد الإنجاز، والكفيلة بتحقيق تنمية مستدامة بالجهة وإطلاق طاقاتها الكامنة، وجذب فرص الأعمال والاستثمار، حيث بسط المسؤول الجهوي مختلف المزايا والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين ورجال الأعمال، فضلاً عن دور ومهام المركز الجهوي للاستثمار في مواكبة رجال الأعمال .
وتم التركيز ضمن النقاش على أهمية نشاط قطاع الصيد وتربية الأحياء المائية البحرية بالمنطقة، وكذا مشروع ميناء الداخلة الأطلسي بمرافقه اللوجيستية والذي يهدف إلى أن يكون منصة للمبادلات بين الموانئ الرئيسية لغرب إفريقيا، وكذا الطريق السريع الذي يمتد على مسافة 2300 كيلومتر تقريبا، كما تم تسليط الضواء على مختلف البنيات التحتية تعد أيضا معلما هاما للغاية في مشروع التكامل الإقليمي والقاري. الذي سيزيد من جاذبيته مشروع خط الأنابيب الضخم الرابط بين نيجيريا والمغرب مرورا عبر 13 دولة أخرى وهو المشروع الذي سيعبر سواحل الأطلسي وصولا إلى الداخلة.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، قد إستقبل يوم الاثنين 29 يوليوز 2024 بالرباط، نظيره النيجيري، أديغبويغا أوييتولا، وزير الشؤون البحرية والاقتصاد الأزرق، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب على رأس وفد رفيع المستوى. حيث تندرج هذه الزيارة في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين المملكة المغربية وجمهورية نيجيريا الاتحادية. وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في قطاع الصيد البحري والاقتصاد الأزرق، واستكشاف فرص جديدة للتعاون، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.
وتضمن النقاش عدة محاور استراتيجية في قطاع الصيد البحري، مع التركيز على الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون. وتشمل المجالات ذات الأولوية كتربية الأحياء المائية، والبحث العلمي البحري، وصناعة تحويل منتجات الصيد. كما تم تناول تدريب البحارة، والإنقاذ البحري، ومكافحة الصيد غير القانوني، بالإضافة إلى تسويق المنتوجات البحرية وتطوير البنية التحتية المينائية، مع تبادل الخبرات بين البلدين.
ومن المنتظر أن يواصل الوفد النيجيري، خلال إقامته الممتدة ل8 أيام، برنامجه لزيارة عدة مشاريع مهيكلة عبر المملكة، بما في ذلك مدن الداخلة، أكادير، الدار البيضاء وبوزنيقة. حيث ستعزز هذه الزيارات تبادل الخبرات والشراكات الاستراتيجية بين البلدين، مع تسليط الضوء على جهود المغرب في مجال التنمية المستدامة والشاملة.
