حجزت عناصر المركز البحري للدرك الملكي بميناء أكادير، مساء يوم الأحد 12 مارس صبيحة يوم الإثنين 360 كلغ من خيار البحر، التي يمنع صيدها وتصديرها لكونها حسب الخبراء، تعد مناعة للمياه، كما حجزت قاربين بالرصيف العائم على مقربة من سوق الجملة للأسماك وسط الميناء.
وأكدت مصادر مطلعة ان السلطات أوقفت شخصا كان على متن أحد هذين القاربين ،حيت تم التحقيق مع الضنين ووضعه تحت الحراسة النظرية، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا ، كما سجلت المصادر المطلعة ان البحث جار عن الرؤوس الكبيرة المدبرة والممونة لعملية صيد الخيار في تحد صارخ للقوانين المعمول بها في قطاع الصيد البحري.
وذكرت المصادر أن الرواية تدور حول أشخاص ينحدرون من مدينة الجديدة ، قامو بإكتراء قاربين بطاقمهما، من أجل القيام برحلات صيد بالمنطقة، تبين فيما بعد أنها تستهدف صيد خيار البحر، كما تؤكد ذلك المحجزورات التي بلغت 360 كيلوغراما والتي تعتبر كحصيلة رحلة صيد قام بها القاربان ، كان المهربون ينتظرون الفرصة السانحة من أجل إخراجها من الميناء.
إلى ذلك شكرت هيئات جمعوية تنشط في قطاع الصيد التقليدي بالميناء، مجهودات السلطات الدركية والمينائية، بعد أن أظهرت العناصر يقظة في تعاطيها مع الظاهرة التي إجتاحت سواحل أكادير مؤخرا ، داعية في ذات السياق مختلف السلطات إلى الضرب بيد من حديد على يد المخالفين . هؤلاء الذين إختارو الإغتناء ومراكمة الثروة على حساب التوازن البيئي البحري، الذي صار يعاني عددا من الإختلالات بفعل مجموعة من الممارسات الشادة .
وعبرت ذات المصادر عن مخاوفها من تطور ظاهرة صيد حيوانات بحرية دون ترخيص مسبق بسواحل مدينة أكادير، سيما في ظل الشجاعة التي أصبح يتحلى بها المهربون بالميناء، في إشارة إلى الكميات المحجوزة، وقبلها توقيق ثلاثة قوارب بمعدات مشبوهة، بعد الإشتباه بنشاطها في صبد هذا النوع من الأحياء البحرية، مما يعطي الإنطباع بدرجة الجرأة التي أصبح يتحلى بها المهربون بحثا عن خيار البحر، مستغلين في ذلك ، غياب الوعي المهنيبأهمية الخيار في التوازن البيئي، ومعه السلسلة الغدائية للكائنات البحرية.
ومع ارتفاع المخاوف من خطر انقراض هذه الأنواع في أماكن عديدة .. بدأت العديد من الدول منع عمليات الصيد لهذا الحيوان وإتخاذ إجراءات حازمة لوقف و حظر صيد الخيار ، بغرض الحفاظ على ما تبقى منه من خطر الإنقراض، نتيجة للصيد الجائر لهذا النوع الهام، مما أثر سلبا على مستوى المنتوج المتاح في السوق العالمية ،ودفع في إتجاه إرتفاع أسعاره بشكل حاد منذ عام 2000, وهو الأمر الذي شجع على عمليات الصيد الغير قانوني لهذا النوع من الأحياء البحرية.
وكانت تقارير دولية لهيئات مختصة قد ذقت ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الحالية لأنواع خيار البحر، حتى أن منها من أدرجها تحت بند أنواع مهددة بالانقراض، نظرا لاختفائها من مساحة أكبر من 50%، مما يستدعي اتخاذ موقف حازم لوقف هذا التدهور الحاد في المخزون الطبيعي لهذه الكائنات ، كما أن اختفاء هذه الحيوانات وصل الى نقطة حرجة، مما يطرح العديد من المخاوف بخصوص مستقبلها، خصوصا أن الأبحاث تؤكد أن مثل هذه الأحياء البحرية تحتاج لأكثر من 50عاما لكي تعود لمعدلاتها ومستوياتها الطبيعية.
و يحتوي الخيار من ناحية التغذية على قيمة حقيقية من الفيتامينات و المعادن و خاصة الكالسيوم و و المنغنيسيوم و الحديد و الزنك، مما جعله يرتبط بالعديد من الأنشطة البيولوجية و الدوائية الفريدة للعديد من الأمراض المختلفة بمن فيها السرطانات.
وتنتمي حيوانات خيار البحر إلى المجموعة الرئيسية لأنواع الجلد شوكيات، و تتكاثر في المناطق الدافئة، مع لعبها دورا هاما في النظم البيئية حيث تلعب دورا رئيسيا في السلسلة الغذائية للبيئة البحرية القاعية لتنوع غدائها من حيوانية إلى مواد عضوية مختلطة.