شكلت مواضيع “النيكرو” والصدفيات إلى جانب بعض الإكراهات التي تواجه مهنيي الصيد بكل من الواجهة المتوسطية والواجهة الأطلسية لاسيما المصيدة الوسطى، محاور لقاء جمع أمس الأربعاء 04 شتنبر 2019 بمقر الوزارة الوصية بالرباط، تمثيليات مهنية عن كل من الغرفة المتوسطية والغرفة الوسطى والكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي، بمسؤولين بإدارة الصيد، يتقدمهم بوشتى عيشان.
وحسب تصريح لعبد الواحد الشاعر النائب الأول لرئيس الغرفة المتوسطية بطنجة، فإن اللقاء شكل مناسبة لبسط مجموعة من التحديات والمشاكل التي تواجه مهنيي المتوسط ، لاسيما التأخر الحاصل في إيجاد حل لإشكالية هجمات سمك النيكرو بالواجهة المتوسطية ، حيث أبلغ المهنيون إدارة الصيد، إنزعاجهم من تأخر إعتماد مواجهة هذا التحدي الذي عمر لسنوات بالبحر المتوسط، إذ تساءل المهنيون عن مآل الشباك السينية، التي تم تجريبها بالمنطقة، والتي قيل عنها، انها ستخلص المهنيين من متاعبهم في مواجهة الدلفين الأسود بالمصايد المتوسطية.
وأفاد عبد الواحد الشاعر في تصريحه للبحرنيوز، أن الموعد كان مناسبة مهمة، لبسط قضية عدم صرف التعويض المتعلق بالنيكرو، لفائدة 11 مركبا للصيد الساحلي منذ سنة 2018، رغم إستيفاء هذه المراكب للشروط المطلوبة في الإستفادة من هذا النوع من الدعم. هذا الآخير الذي تم رصده يوضح الشاعر، لتحفيز المهنيين على مواصلة أنشطتهم البحرية، والتخفيف من معاناتهم مع الدلافين السوداء، التي تتكاثر عاما بعد عام بالمنطقة. كما أثار رئيس لجنة الصيد البحري بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إشكالية حصر الدعم في موسمين، رغم أن المشكل متواصل بعد تعثر الحلول، داعيا إلى تمديد العمل بالدعم لسنة إضافية على الأقل، مبرزا أن هذا الخيار، سيساهم في التخفيف من معاناة المهنيين المحليين ومعهم أطقم الصيد المختلفة.
وأكد الشاعر في موضوع متصل أن موضوع الصدفيات بالمنطقة المتوسطية بدوره حظي بنقاش مستفيض، في إنتظار تعميق هذا النوع من التواصل في لقاء قادم، قد يكون مسرحه الدورة العادية للغرفة المتوسطية، المزمع إنعقادها خلال الشهر الجاري بحضور الإدارة المركزية ومعهد البحث في الصيد البحري . لاسيما في ظل المطالب المتزايدة لمهني الصيد بميناء السعيدية، الداعية إلى إقامة سلسلة من الدراسات البحرية بغرض معرفة الأسباب الحقيقية، الكامنة وراء منع صيد وجمع الصدفيات بالمنطقة، والعمل على تصنيف المنطقة من حيث سلامة المنتجات البحرية من التلوث الذي ظل لصيقا بها. ر غم أن صدفيات المنطقة هي تجمع وتباع في الأسواق وتستهلك محليا، دون أن نسمع يقول الشاعر عن إصابات بتسمم، أو ما شابه ذلك، نتيجة تناول هذه المنتوجات البحرية.
من جانبه نوه عبد الخالق جيخ العضو الفاعل في الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي، بالأجواء التي طبعت اللقاء على مستوى النقاش، مسجلا أن حضور هذا التوجه التنسيقي، من حيث عقد الإجتماع الذي عرف حضور غرفتين بحريتين، إلى جانب الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي ، هو خيارا لهذه المكونات. حيث تمت الدعوة إلى إعتماد هذا النوع من الإجتماعات المغلقة يقول المصدر، لتكون مسؤولة بما يضمن تلافي الهرج ..والفوضى، الذين عادة ما يطبعان اللقاءات المشتركة. حتى ان بعضها يفيد عضو الكنفدرالية ، تتحول لما يشبه حمامات شعبية إذ “كلها يلغي بلغاه”.
وأضاف الجيخ في تصريحه للبحرنيوز، أن اللقاء عمد إلى مقاربة مجموعة من النقاط، التي تهم الإنشغالات المهنية، سواء بالبحر الأبيض المتوسط أو بالوسط، حيث المطالب ملحة من أجل التعجيل بإيجاد حلول لمشاكل الدلفين الأسود، وتنزيل مشروع الشباك السينية وإشكالية الصدفيات. فيما إختار مهنيو الوسط إثارة موضوع أسماك البوري، والدعوة إلى عدم إحتسابها في الكوطا الفردية المطبقة على المصيدة ، بإعتبارها أسماك إضافية . وهو طلب يتزامن مع إنتشار هذ النوع من الأسماك بالمصيدتين الوسطى والجنوبية، بشكل كبير حد التخمة، وتراجع أثمنته في بورصة الأسماك. حتى أن كثيرون أصبحوا يرفضون إستقطابه لمردوديته الهزيلة .
وأشار المصدر أن اللقاء شكل أيضا مناسبة لإثارة مجموعة من المشاكل، المرتبطة بتسويق وتثمين المنتوجات البحرية، في ظل النشاط الذي أصبحت تعرفه وجهة معامل الدقيق، بكل من العيون وطانطان. وهو ما يطرح الأسئلة بخصوص ركيزة التثمين. هذه الآخيرة التي تبقى في حاجة لنوع من إعادة النظر على مستوى التسويق ، وكذا على المستوى التنظيمي، في أفق وضع حد لمجموعة من المشاكل التنظمية، التي تشهدها الموانئ، كما يحدث اليوم يشير الجيخ ، بميناء العيون .
وعرف اللقاء الذي ترأس أشغاله بوشتى عيشان مدير الصيد بالبحري بالقطاع ، مرفوقا بمسؤولين إداريين آخرين، حضور ثلاث تمثيليات مهنية إثنتان منها دستوريتين، إذ يتعلق الأمر بالغرفتين اللمتوسطية بطنجة والأطلسية الوسطى بأكادير. و حيث سجل اللقاء حضور وازنا لمنتخبي الغرفتين، إلى جانب ثلة من أعضاء الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي.