أثار حادث نفوق سلحفاة سوداء جلدية الظهر يوم الخميس الماضي بشاطئ الرباط فضول الباحثين والمهتمين ، حيث يعد الحادث إمتدادا لظاهرة نفوق الأحياء البحرية بالسواحل المغربية، خصوصا منها السلاحف والدلالفين .
وحسب المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، فإن السلحفاة تدخل ضمن فصيلة السلاحف جلدية الظهر. و هي من الأنواع المعرضة للإنقراض. حيث أن العتور عليها يثري المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي. كما أبرز المعهد في ذات السياق أن السلحفاة المذكورة، تتميز بعدم وجود قوقعة عظمية مثل السلاحف البحرية الأخرى، مما يمكنها من السباحة بسرعة كبيرة تصل إلى 40 كلم في الساعة، وعمرها أكثر من 50 سنة.
ورجحت مصادر مهنية محلية في قطاع الصيد، أن تكون السلحفاة في رحلة مرور من سواحل الإقليم قادمة من مسافة بعيدة، الأمر الذي إستهلك منها الكثير من الجهد، ما لم تستطع معه القدرة على مسايرة التيارات البحرية القوية، التي تعرفها السواحل المحلية هذه الأيام، والتي قد تكون سببا مباشرا في الدفع بالسلحفاة في إتجاه شاطئ الرباط. فيما لم تستبعد مصادر أخرى، أن تكون السلحفاة ضحية عملية صيد عرضي وإصطدام، لم تقوى بعده على مواصلة مشوارها في إتجاه وجهة معينة لتجنح صوب الشاطئ.
ويثير تزايد حالات نفوق الأحياء البحرية بالسواحل المغربية قلق الباحثين والمهتمين ، حيث تطرح الظاهرة الكثير من الأسئلة العلمية بخصوص تطورها بين ما هو بيئي في ظل التغيرات التي تعرفها السواحل ، وكذا ما هو إنساني المرتبط بسلوك الصيد والأنشطة البحرية. وذلك وسط دعوات للأطقم البحرية المشتغلة على متن الأساطيل البحرية، باتخاذ كافة الإحتياطات، البيئية والتحلي بروح المسؤولية، وعدم تسيب المواد الصناعية والغذائية، وآليات الصيد لتفاذي الصيد الشبحي في السواحل البحرية.