ناقش الباحث سفيان حسني يوم السبت 24 فبراير 2024 بكلية العلوم التقنية بطنجة، أطروحة دكتوراه حول موضوع : التأثير المشترك للعوامل البيئية الحالية والمستقبلية على التوزيع المكاني الزمني وتقلب السردين والشرن في بحر البوران الجنوبي ” حيث استخدام الباحث نهج التعلم الآلي لتقييم خطط تدبير المصايد السمكية”. وهي المناقشة التي مكنت الطالب الباحث من الحصول على ميزة مشرف جدا مع التنويه.
وناقش الباحث سفيان حسني أطروحته، تحت إشراف لجنة المناقشة ضمت كل من الدكتور محسن بناني امشيطة رئيسا للجنة، والدكتور هشام الشعيري، و الدكتورعبد الله ازماني، والدكتور محمد فهري، بالإضافة الى الدكتورة خديجة أبو مارية، و الدكتورة الغيلاني نوروتي نعيمة. ودلك بتأطير من الدكتورة امينة بركات، والدكتور محمد ملولي الادريسي، و الدكتورة سناء العراف . حيث تناولت الأطروحة موضوع الأسماك السطحية الصغيرة خصوصا منها أسماك السردين والشرن ومستقبلها البحري الى حدود سنة 2100 ،و هي الانواع السمكية التي تحظى بالأهمية الاجتماعية والإقتصادية لدى المدن الساحلية بالبحر الأبيض المتوسط.
وركز الباحث على تطورات الأسماك السطحية الصغيرة، خصوصا السردين الأوروبي والماكريل الحصان الأطلسي (الشرن) بإعتبارها أسماك بحرية صغيرة تتواجد في بحر البوران الجنوبي (ساحل الأبيض المتوسط المغربي)، ولها قيمة اجتماعية واقتصادية مهمة. حيث تم استخدام سجلات المفرغات الرئيسية للموانئ المتوسطية المغربية من سنة 2009 إلى عام 2022، والبيانات البيئية مرصودة بالأقمار الصناعية لعدة متغيرات بيئية فعلية، مستشرفا سيناريوهين توقعيين لمستقبل البحر الابيض المتوسط الى حدود 2100 في هذه الأطروحة. حيث تم استخدام ادوات من الدكاء الصناعي لتحليل العلاقات بين الوفرة والعوامل البيئية المختلفة لكلا النوعين.
ويهدف الجزء الأول من هذه الاطروحة إلى تحديد العوامل المهمة التي تؤثر على تموقع الوفرة والتنبؤ بالتوزيع الزمكاني في بحر البوران الجنوبي لكلا النوعين. حيث أقر الباحث بعد الدراسة، أن تركيز العوالق النباتية وتغير مستوى سطح البحر، كانا العوامل الاساسية التي تشرح التغيرات الزمكانية للسردين والشرن، على التوالي. من حيث أرتباط التغيرات البيئية والتوزيع الزمكاني، فكانت 76 في المئة و77.4 بالمئة بالنسبة للسردين والشرن على التوالي.
ويُظهر التوزيع المكاني المتوقع عن طريق النماذج أن السردين يفضل المناطق القريبة من السواحل طول العام مع تركيز كبير خلال موسم التفريخ. في المقابل، يفضل الشرن المناطق القريبة من السواحل خلال موسم التفريخ ويهاجر إلى البحر المفتوح لمعظم العام.
ويبحث الجزء الثاني من الأطروحة في تأثير سيناريوهات المناخ على عمليات الإنزال المحتملة في المستقبل لكلا النوعين. كما يقارن نسبة التغير في بحر البوران الجنوبي بين عامي 2023 و2100 بالمقارنة مع متوسط الانزالات (ما بين 2010-2022). إذ تشير النتائج الى ارتفاع كمية الانزالات للسردين بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين بمقدار 15% في إطار السيناريو الاسوء (RCP 8,5) و80% في إطار السيناريو الاحسن (RCP 2,6) مقارنة بالمتوسط 2010- 2022. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تزداد عمليات الإنزال المحتملة للشرن بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين بموجب (2,6 RCP) بنسبة 200% وتنخفض بشكل كبير بنسبة 100٪ في إطار (RCP 8,5) مقارنة بالمتوسط 2010 – 2022.
وتبرز هذه الاطروحة أهمية النظر في العوامل البيئية كعامل أساسي في إدارة مصائد الأسماك البحرية الصغيرة، وتشدد على ضرورة التخطيط إلى استراتيجيات للإدارة التكيفية وتدابير صارمة للمراقبة لضمان استدامة هذه الكائنات الأساسية في السلسلة الغذائية البحرية في ظل مناخ متغير. حيث تحفز مخرجات الأطروحة البحث الأكاديمي على اعلى مستوى لمواصلة الإهتمام بالبحر المتوسط بالبحث والتحليل للوقوف على واقع هذا البحر في واجهته المغربية، بعد أن اصبحت المؤشرات تصنفه بحرا منكوبا ، تماشيا مع التحديات الكبرى التي تواجه هذا الوسط البحري .
وستكون لنا عودة لهذا الموضوع في مقالات قادمة..