عادت مراكب الصيد الساحلي أمس الخميس إلى ميناء طانطان، محملة بكميات مهمة من الأسماك السطحية الصغيرة، خصوصا السردين وبمعايير تسويقية جد مشجعة.
وقال رشيد بركوش مجهز في الصيد الساحلي والعضو في جمعية البديل لمهني قطاع الصيد البحري بأكادير والجنوب، أن القالب المحقق على مستوى مفرغات السردين، قد تأرجح بين 12 و14 وحدة في الكلغ الواحد، وهو قالب يستجيب لمتطلعات وحدات التصبير، التي شكلت القبلة الأولى للمفرغات ، في سياق تثمين المنتجات البحرية.
وأوضح بركوش أن مصايد المدينة هي في طريقها للتعافي شيئا فشيئا، إنسجاما مع المخططات التي إعتمدتها وزارة الصيد البحري على مستوى المنطقة، بإقرار راحة بيولوجية وتحديد كوطا فردية لكل مركب، دون إغفال الوعي المهني الذي أصبح يراهن على التثمين في مفهومه الشامل، بعد تجاوز معضلة العرام، والإنصياع لحمولة الصناديق البلاستيكية المسموح بها على ظهر المركب.
وأضاف الناشط الجمعوي في قطاع الصيد البحري، أن الإصلاحات المنزلة بالمنطقة، هي ماضية في تحقيق أهدافها، حيث بدأ المهنيون في حصد نتائج صبرهم مع الوقت، في أفق إستعادة طانطان لأمجادها التليدة، رغم ما رافق مخططات الحماية التي نزلتها وزارة الصيد بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، من معارضة كبيرة في الأوساط المهنية، غير أن مع مرور الوقت يضيف المصدر، بدأ يغلب الجانب العلمي عن الحدس المهني، ما يفسح المجال لإذكاء الوعي بأهمية الصيد أقل والربح أكثر، حيث يبروز مصطلح التثمين الذي يجب مواكبته بمزيد من اليقظة في أوساط السلطات المينائية، لصيانة النتائج المحققة وتطويرها.
من جانبه أفاد مصطفى عوادة الملقب محليا ب”ولد السبت” وهو مجهز في قطاع الصيد الساحلي، أن السنتين القادمتين، ستكونان إستثنائيتين على مستوى الصيد بسواحل طانطان، خصوصا أن هذه السنة عرفت إعتماد الكوطا الفردية بالنسبة لمراكب الصيد الساحلي التي تنشط في المصيدة الوسطى، وهو معطى سيجبر المراكب على التوقف تلقائيا بمجرد إنتهاء حصصها السنوية، وترشيد رحلات صيدها لضمان إشتغالها على طول الموسم. وذلك إلى جانب الراحة التي تفرضها التغيرات المناخية والراحة البيولوجية، بمعنى أن مجهود الصيد أصبح متحكم فيه إلى حد بعيد. وهو ما سيريح المصايد التي عرفت منذ عقود ظغطا رهيبا، ظهرت إنعكاساته مع تعاقب السنين، حتى تحول ميناء طانطان لما يشبه محطة او “كراج ” تتوقف فيه المراكب من أجل إلتقاط أنفاسها أو الخضوع لبعض الإصلاحات.
وإعتبر المجهز في الصيد الساحلي في تصريحه للبحرنيوز، أن النتائج المحققة اليوم، والتي أعادت الروح إلى ميناء طانطان، سيكون لها ما بعدها على مستوى التحرك الإقتصادي بالمنطقة، التي ظلت تتحرك مع تحرك الصيد وتتراجع بتقهقر الأنشطة البحرية، سيما أن ميناء طانطان ظل على الدوام، واحدا من الركائز الأساسية للإقتصاد المحلي.
ونوه مصطفى عوادة بأهمية المفرغات المحققة مع إستئناف رحلة الصيد بعد عطلة العيد ، حيث مراكب الصيد ماضية في تحقيق مصطادات نوعية وجيدة، تتهافت عليها وحدات التصبير، مشيرا في ذات السياق أن المصايد لاتبعد إلا بساعات معدودة على رأس أصابع اليد الواحدة، ما يخفض تكلفة رحلة الصيد.
یذكر أن وزارة الصید البحري، كانت قد سنت برنامجا لتھیئة مصاید الأسماك السطحیة الصغیرة طبقا لبنود إستراتیجیة الیوتیس، بھدف التأسیس لمرحلة جدیدة في أفق تنمیة قطاع الصید البحري، باعتباره قاطرة التنمیة ببلادنا، وذلك عبر تفعیل تدابیر إجرائیة للحفاظ على المخزون السمكي، وتحدید مناطق الصید المسموح باستغلالھا والأنواع المستھدفة و المحددة في رخص الصید.
تبقى الإشارة، أن مصیدة طانطان، كانت من بین أھم المصاید المغربیة التي تعرف كمیات مھمة من المصطادات السمكیة السطحیة الصغیرة المفرغة، لكنھا تعرضت على مدى سنین عدیدة إلى عملیات استنزاف متتالیة لعدم وعي المھنیین بالنتائج المترتبة عن ذلك مع تعاقب السنوات.